فسر مرجع سياسي بارز في لبنان سفر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى باريس أمس في إجازة عائلية خاصة بأنه أقل من اعتذار وأكثر من اعتكاف. سفر الحريري فاجأ الوسط السياسي الذي عاش ساعات من القلق عقب تسريبات تحدثت عن توجه الحريري إلى الاعتذار عن تشكيل الحكومة. وأفصحت مصادر سياسية مطلعة في بيروت ل«عكاظ» أن الحريري فاتح الرئيس ميشال سليمان عن رغبته في الاعتذار والدفع باتجاه استشارات نيابية جديدة تحدد شكل الأكثرية والمرشح الذي ترغب تكليفه تشكيل الحكومة. وأفادت أن الرئيس سليمان ورئيس البرلمان نبيه بري رفضا هذا التوجه وضغطا باتجاه التروي والصبر لعدة أيام لمعرفة موقف وليد جنبلاط على حقيقته، وهو ما دفع الحريري إلى عدم إعلان الاعتذار رسميا، مفضلا السفر في إجازة عائلية ووقف الاستشارات الحكومية حتى إشعار آخر. واعتبرت المصادر أن الحريري رمى الكرة في وجه جنبلاط ومعه بعض المرجعيات التي تسانده وتشجعه على مواقفه الأخيرة ليتحملوا مسؤولياتهم السياسية، مؤكدة أن هذا الموقف أكد أن الحريري لا يخضع للابتزاز مطلقا. من جهته، خفف منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد من وطأة سفر الحريري، رافضا وضعه في خانة الاعتذار أو الاعتكاف. وأوضح في تصريح ل«عكاظ» أنه لا وجود لأية مهلة دستورية تقيد الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، مشيرا إلى أن الحريري له الحق في أن يأخذ وقته من أجل التأليف وتوزيع الحقائب. واعتبر عضو الكتلة العونية النائب سليم سلهب أن السفر يجعل الرئيس المكلف يرى الأمور بشكل أفضل، ويستطيع أن يتخذ القرار المناسب. ورأى أن زيارة باريس ربما تكون من أجل حلحة الأمور وولادة الحكومة العتيدة. من جهة أخرى، تواصلت ردود الفعل على موقف النائب وليد جنبلاط، فرأى القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش أنها انطلقت من دوافع ذاتية لا علاقة لها بالرؤية الوطنية أوالقومية على الرغم من وجود تململ داخل الصف الدرزي والحزب التقدمي من هذا الموقف.