تعرف أحد في المرور؟. لك علاقات في الأحوال المدنية؟. مين يقدر يخدمنا في الجامعة؟. هذه الأسئلة ومثيلاتها، قد تمر عليك في أي لحظة، لا تحتاج للسؤال عن سبب توجيه السؤال، بقدر حاجتك لاستجداء الذاكرة سريعا علها تجد الشخص المطلوب دون أي محاولة لمعرفة نوع المعاملة أو نظاميتها. العلاقات العامة تقفز على النظام وربما تتعالى عليه. لا يختلف على هذا واحد مع نفسه. صورة تكرست مع الزمن حتى أصبحت سمة مجتمع. بالعلاقات العامة وليس بالدعاء والكتمان تقضى الحوائج وتنتهي المعاملات وتختلف معايير القبول وتخفض الرسوم ويتقدم غير المؤهل على المؤهل. وبالعلاقات العامة يعيش الناس «مثل الناس». «الواسطة» لم تعد مجرد داء يضرب مفاصل المجتمع، هي وباء يتوجب معه البحث عن أمصال لمحاصرته في نطاق ضيق على أقل تقدير. هي باب الفساد الإداري والمالي والاجتماعي الأوسع في عصر المادة والأزمات. حتى الأجانب باتوا مطلعين على كنه المعادلة، فيحرصون منذ اليوم الأول لهم في البلاد على مد جسور العلاقات مع الأشخاص النافذين. ومن ليس له واسطة سيدفع بالتي هي أحسن حتى لا يقع فريسة البيروقراطية و «الليل الطويل». وبمناسبة الحديث عن البيروقراطية، يرتفع السؤال، أي منهما يعزز وجود الآخر، البيروقراطية أم الواسطة؟. أظن أن الواسطة تدعم البيروقراطية أكثر، وتجعل منها سيدة المكان، ولكن ماذا لو اختفت البيروقراطية بتطبيق الحكومات الإلكترونية، هل سنتجاوز الواسطة. لا أظن هذه المرة، فالتقديم مثلا على الجامعات إلكترونيا، ورغم ذلك ستجد من يدخل الجامعة دون أن يمر على متصفحها على الشبكة. مكاتب الخدمات العامة التي تعج بها المدن باتت الملتجأ لمن ليس له علاقة بعوالم ال «بي آر» وهو المصطلح الدارج للعلاقات العامة في مفهوم «المحسوبيات». هذه المكاتب تدعي أنها تتقاضى رسوم أتعاب، والحقيقة أنها تتقاضى رسوم «بي آر»، فالموضوع لا يأخذ من المعقب سوى «دقة سلف» سيارة وجلسة عشر دقائق مع أحد المسؤولين في الإدارة المعنية. وعادة ما تكون هذه الإدارة حكومية وغالبا لا تخلو تلك الجلسة من الحسابات. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة