أبلغ «عكاظ» وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي أن مرض انفلونزا الخنازير لم يتسبب في خفض أعداد المعتمرين، إذ زادت أعدادهم لهذا العام بواقع 300 ألف معتمر عن العام الماضي، معلقا على منع بعض الدول مواطنيها من أداء العمرة خلال شهر رمضان خوفا من إصابتهم بالمرض «هذا شأن سيادي لأية دولة فمن حقها اتخاذ ما تراه، ولا تتدخل المملكة في ذلك مطلقا». وأكد بعد اجتماعه مع الهيئة التنسيقية لمؤسسة أرباب الطوائف ومؤسستي مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا والدول العربية أمس في مكةالمكرمة، أن كل المؤشرات تدل على أن جميع الاحترازات الصحية التي اتخذتها المملكة كفيلة بتحقيق الأمان الصحي، ولن يؤثر المرض على الحجاج والمعتمرين، لافتا إلى أن نسبة التخلف في موسم العمرة والحج لم تتجاوز 0,25 في المائة. وأوضح أن وزارته تنتظر توجيه المقام السامي فيما يتعلق بالتوصيات المنبثقة عن اجتماع وزراء الصحة العرب، لتبدأ تطبيق ما جاء في القرار بمنع الحج هذا العام لكبار السن فوق 65 عاما وصغار السن دون 12 عاما، مبينا أن الترتيبات الصحية التي ستطبقها مؤسسات الطوافة خلال هذا العام ستكون حسب ما سيرد من وزير الصحة من تعليمات وتدابير. وأشار الفارسي إلى أن ما صدر عن اجتماع القاهرة لا يعدو كونه توصيات وليست قرارات نافذة، مؤكدا في الوقت ذاته أن وزارته ستسارع في تطبيق كل ما يرد عن وزارة الصحة من قرارات تتعلق بالشؤون الصحية لحجاج بيت الله الحرام. وقال ردا على سؤال ل «عكاظ» حول أنه في حال استمرارية بعض الدول في منع مواطنيها من الحج كما حدث في العمرة وإمكانية تحوير النسب المخصصة لها في الحج إلى دول أخرى: «في اعتقادي هذا سؤال أكاديمي وأنا لا أفضل التعامل مع الافتراضات، فنحن نتعامل مع حقائق ووقائع وحتى نصل إلى هذا الأمر فسنتخذ الأفضل ولكن أود التأكيد أن لكل دولة الحرية في اتخاذ ما تراه مناسبا في مفهوم السيادة». وأفاد وزير الحج حول وجود نية لدى الوزارة في منح تصاريح جديدة لمؤسسات جديدة في خدمة حجاج الداخل بعد ثبوت قصور لدى بعض المؤسسات والشركات، أنه لن يتم ذلك نظرا إلى أن المعيار في منح تلك التصاريح هو مشعر منى، فلا يمكن الترخيص لشركات في ظل محدودية المكان، الأمر الذي يشكل عائقا أمام الوزارة. وركز أن معاقبة بعض مؤسسات وشركات الداخل لا تتم بعشوائية «وليس من قبل الوزير شخصيا»، إنما توجد لجنة متخصصة للنظر في المخالفات المسجلة ضد تلك المؤسسات خلال الموسم وتحدد العقوبات المتوافقة معها. واعتبر الفارسي أن ورش العمل تسير وفق الخطط والبرامج التي أعدت لها، إذ عقدت في العام الماضي ورشة عمل في مكةالمكرمة فيما ستعقد ورشة أخرى في المدينةالمنورة الثلاثاء المقبل. وأبان أنه سيفعل دور الهيئة التنسيقية لأرباب الطوائف لتكون إحدى مؤسسات المجتمع المدني، تجاوبا مع قرار مجلس الوزارء بتثبيت مؤسسات الطوافة التي تحمل تاريخا عريقا، إذ سيكون لها دور اجتماعي تاريخي إلى جانب عملها في خدمة ضيوف الرحمن، بتناغم مع عمل الدولة ومؤسسات المجتمع المدني كافة. وشدد وزير الحج على ضرورة تقنين الخطط التي تعمل من خلالها مؤسسات الطوافة، واصفا في الوقت ذاته استعداد المؤسسات لحج هذا العام ب «العالي والرفيع»، مستخدمة تقنيات جديدة في تداول المعلومة، مشيرا إلى أنه سيواصل جولاته الميدانية على باقي المؤسسات خلال الأسبوعين المقبلين.