في كل سنة ومثل هذه الأيام تحتفل الأسر الحجازية بما يسمى عرفا ( الشعبنة ) وهو احتفالية أسرية بشهر شعبان وترحيبا بقدوم أفضل الشهور شهر رمضان المبارك وكما يصفونها أهل الحجاز بأنها : «من عادة أهل مكة الشعبنة ومعناها أنه في الأيام الأخيرة من شهر شعبان يكثرون من القيلات فتجد كل جماعة يشتركون في إقامة مآدب إما خارج مكة أو في ضواحيها أو في بيت أحدهم ويطلقون على الجماعة البشكة، يصنعون ما يطيب لهم من أنواع الأطعمة ويقضون نهارهم وليلهم في السمر والألعاب التي فيها مايثير البهجة والضحك وتناسي متاعب الحياة» . هي مظهر اجتماعي لإثارة الفرح في زمن قلت فيه الأفراح الحقيقية التي تنبعث من إشراقات الروح وتجليات القلب، موسم لمحاولة إعادة التواصل الاجتماعي المفقود في زمن الاتصالات والانفصالات في آن واحد. وأهل الحجاز كما وصفهم شيخ النقاد القاضي عبد القاهر الجرجاني : «بأنهم أهل دين وأدب وطرفة»! شعوب وقبائل تمازجت في تركيبة ديموغرافية متجانسة، متدينة بالفطرة المعتدلة وتميل إلى الفرح والطرافة والطرب، ويرون أن (الشعبنة) من العادات المكية المبهجة التي تتشكل فيها كرنفالات المتعة البريئة، ومهرجانات أسرية تحن إلى الماضي البسيط بكل تداعياته الجميلة. ويرى العديد من المكيين أن (الشعبنة) هي مرحلة انتقالية. وبين توديع شهر شعبان واستقبال شهر رمضان الكريم، تهيأ الإنسان نفسيا للعبادة الرمضانية وبها أيضا يودع الإنسان جلسات اللهو التي غالبا ما يرافقها سهرات الطرب الشجي، وكان سابقا تتخلل جلسات (الشعبنة) الأناشيد الصوفية الرائعة. والملاحظ أن هذه الظاهرة الجميلة بدأت تنحصر بسبب صدامات إيديولوجية أو تتخذ أشكالا أخرى ومسارات اجتماعية قد تكون على هيئة (طلعة بر) أو اجتماع أسري أو شبابي في استراحة أو شاليه.. إننا بحاجة دائمة لمواسم تنسج الفرح في نفوسنا وتغرق الأفئدة في حميمة الألفة المفقودة في زمن تصحرت المشاعر الإنسانية، واستحالت الحياة إلى روتين قاتل وركض يومي ممل، في دوامة لا تنتهي ومضمار يخنق الأنفاس ..ويكفي. [email protected] !!Article.extended.picture_caption!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 244 مسافة ثم الرسالة