يبدو أن سياسة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الخارجية لا تخدم رئيسه بالصورة المطلوبة واللائقة. فقد أدت زلات لسانه وأخطاؤه في الأشهر الثلاثة الماضية إلى وضع عراقيل أمام أوباما في الداخل والخارج وإخراج آلة رسالة البيت الأبيض عن مسارها. وذكرت صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اضطرت يوم الأحد الماضي لتصحيح وصف بايدين روسيا ببلد منهار، ما أثار غضب المسؤولين الروس وتناقض مع الجهود التي يبذلها أوباما لإصلاح العلاقات الأمريكية مع موسكو. ونقلت عن مستشار الرئيس كلينتون السابق في الشؤون الروسية توبي جاتي قوله إن تصريحات بايدن لن تساعد في اقناع الروس بأن الأمريكيين يريدون حقا العمل معهم حول القضايا السياسية الخارجية التي تهمهم، ولن تساهم في تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين. وكان نائب الرئيس أعلن في جورجيا أخيرا أن الاقتصاد الروسي مدمر وأن نظامهم المصرفي غير قادر على البقاء في السنوات الخمس عشرة المقبلة. وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن أصبح مشكلة عويصة لرئيسه. فقد أعلن أنه لا يريد أن تسافر عائلته في وسائل النقل العامة بسبب انفلونزا الخنازير، وأن الإدارة تعلم جيدا أن مبلغ 787 مليار دولار من التحفيز الاقتصادي سيهدر، وأن أوباما ومستشاريه أساؤوا قراءة الاقتصاد، كما قال ضمنيا إن الولاياتالمتحدة قد لا تمنع إسرائيل من مهاجمة إيران إذا شعرت الدولة العبرية أن طهران تشكل تهديدا وجوديا. ونشرت الصحف الروسية أخطاء بايدن في صفحاتها الأولى، مع كتابة صحيفة واحدة على الأقل في مقالها الافتتاحي أن إدارة أوباما لا تختلف عن إدارة بوش حول السياسة الأمريكية تجاه روسيا. وقال رئيس مركز الرئيس نيكسون الخبير الروسي في الشؤون الأمريكية دميتري سيمس إن أخطاء بايدن السياسية تجعل ديك تشيني أفضل منه بكثير حتى الآن. من جهته رد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بانفعال على انتقادات نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن معتبرا أنها تعكس إرادة العودة بالعلاقات الروسية الأمريكية «إلى الماضي». وصرح لافروف في مقابلة مع محطة فيستي «نعتبر أنه ليس من الطبيعي السعي إلى العودة بنا إلى الماضي على غرار ما فعل نائب الرئيس الأمريكي بايدن. وأضاف: أن المقابلة التي أجراها بايدن الجمعة مع صحيفة وول ستريت جورنال «تبدو وكأنها منقولة عن خطابات معاوني إدارة (الرئيس الأمريكي السابق) جورج بوش». وكان بايدن أجرى زيارة إلى الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين أوكرانيا وجورجيا بين 20 و23 يوليو، معربا عن دعم طموحاتهما بالتقرب إلى أوروبا والحلف الأطلسي، مما أثار استياء موسكو.