في أمسية عنوانها الشجن، في درب الراحل الشاعر علي الدميني، وبوجود نخبة من الأدباء والمثقفين وأسرة الراحل، دشنت جمعية الثقافة والفنون بالدمام والنادي الأدبي الثقافي بالطائف ديوان الشعر الأخير مع إضاءات نقدية للشاعر الراحل علي الدميني «حزن النخيل». وجرى خلال الأمسية تسليط الضوء على تجربة الراحل الفنية وأهم أعماله الأدبية خلال مسيرته الحافلة، التي تأتي ضمن الفعاليات المسجلة في مبادرة الشرقية تبدع. وخلال كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة، قدم رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون عبدالعزيز السماعيل جزيل الشكر لكل من اجتهد وأخرج هذا العمل، وإعطاء الراحل شيئاً من حقه، وبما يليق بتجربته الحافلة المليئة بالأمل والطموح والشعر والإبداع. وقال السماعيل في كلمته: «سلاماً على علي الدميني، وتحية سلام للأستاذ الغائب الحاضر بيننا في قبره». وأضاف ممثل النادي الأدبي الثقافي بالطائف عضو الهيئة الإدارية بالنادي عبدالعزيز عسيري: «أحب الرفاق الذين يأتون في لحظات الغياب». ونيابة عن جميع منسوبي النادي الأدبي الثقافي بالطائف، قدم عسيري خالص الشكر الجزيل لجمعية الثقافة والفنون بالدمام للاستضافة والتنظيم، والشكر لزوجة الراحل فوزية العيوني لمنح النادي شرف طباعة ديوان «حزن النخيل»، كما قدم عسيري الشكر الكبير لعبدالله وافيه، الذي كان السبب في حصول النادي على شرف طباعة الديوان. وتمنى عسيري في ختام حديثه أن تكون هذه المبادرة إحدى مبادرات النادي الأدبي الثقافي بالطائف لخدمة الثقافة والفنون. وفاء وتقدير خلال إلقاء كلمتها التي كان عنوانها الوفاء والتقدير، وجهت زوجة الراحل فوزية العيوني كلمة لأصدقاء الراحل الذين زاملوه خلال مسيرته الأدبية قالت فيها: «أصدقاؤنا من بيوتنا القريبة ومن الطائف وتحديداً من النادي الأدبي الثقافي بالطائف، الذين ما أن فتحوا حقائبهم حتى انهالت علينا جبال الطائف بنسماتها العذبة، وكأنها تدعونا أن يكون هذا المساء شجياً وشجناً وسلساً مثل روح رفيق دربي التي صعدت بسلام دون أنة أو فزعة». وأضافت العيوني: «أظننا قادمون جميعاً محملين بهذه الحالة من الشجن كوننا شركاء حضرة الغياب والفقد وأطياف الحضور، حيث إن في العزاء يوهمونا وإن كان بنية طيبة بالقول المعهود كل شيء يولد صغيراً إلا الفقد يولد كبيراً ثم يصغر مع الأيام». ووصفت العيوني الفقد في لحظاته الأولى كالجنين «يولد صغيراً دهشته أضخم منه، ثم يكبر باستواء بطيء فلا نرى فيه مع الأيام إلا ما يشبه الوخز النبيل الذي أسميه العذاب الأنيق». وأردفت العيوني: «كل العزاء هراء، وحدك فقط من تستطيع أن تمسك بالعذاب الأنيق فتلبسه ويلبسك وتضطر لإعلان الاستسلام للتعايش معه ليصبح القرين ولا يقين». وأشارت بقولها: «للراحلين جمال ذكراهم فهم يحفزون أحبتهم للحياة لأنهم الضوء الساطع في طريقهم لاستكمال المسيرة». وختمت العيوني كلمتها بالشكر الجزيل لجمعية الثقافة والفنون بالدمام والنادي الأدبي الثقافي بالطائف لاهتمامها بإصدار الديوان. الحداثة والمحافظة وقال شقيق الراحل الكاتب الشاعر محمد الدميني: «أستشعر وجود علي بيننا في هذا المساء الشجي». وأكد أن تجربة علي تكاد أن تكون اختصارا لتجربة الحداثة والمحافظة على رسالة الحياة الأدبية لعقود. وأضاف: «من يقرأ أعمال الراحل الأدبية ونشاطه الصحفي والثقافي يجد التقاطعات كلها عاصرت علي أو مر بها، فقد كان الراحل نموذجا للعمل والإنسان المتنوع في ذائقته وأدبه وأعماله الإبداعية والحياتية، وهذا نموذج يكاد يكون غائباً هذه الفترة في حياتنا حيث استطاع الراحل أن يقود الحراك الثقافي بمصداقية وشفافية عالية». يذكر أن الأمسية قدمتها عبير العبدالقادر، وصاحب الأمسية بث لفيديو قصائد للراحل الشاعر علي الدميني، وعزف موسيقي على آلة العود قدمه الفنان الموسيقي سلمان جهام. وشارك بعض الأدباء الذين زاملوا الفقيد، منهم: إبراهيم الشمر، الناقد عبدالله السفر. وأخيراً وقعت زوجة الراحل فوزية العيوني على الديوان، ووزع على الحضور بشكل مجاني.