يتمثّل الروائي عبدالعزيز الصقعبي (الخيال) واقعاً مُعاشاً، وبحكم المعايشة والقُرب من الناس، يُشعرك وأنت تقرأ أعماله أنك تعرف أبطاله، بل ربما كنتَ واحداً منهم. وفي روايته الأحدث (بركات العالق في الخيال) يحاول كاتبنا الدرامي إنقاذ بطل عمله بالمعالجة السردية، إذ إن رجلاً واحداً يعيش حياة رجلين اثنين، وهو سؤال طرحه الناشر (دار الساقي) للتعريف برواية الصقعبي الصادرة حديثاً، هذه الرواية التي تجمع بين الفنتازيا والواقع وجميع أحداثها وقعت في مدينة الرياض، يواصل الناشر التعريف بالرواية قائلاً: «بطريقة خيالية تشبه السحر، يجد بركات نفسه مديراً عاماً للشركة في اللحظة عينها التي تقدم لطلب وظيفة عادية فيها!، هو اليوم موظف ابن طبقة متوسطة ورب أسرة محافظة، وفي الوقت نفسه مدير عام ثري يعيش مع الأسرة نفسها رفاهية لم يجرؤ على أن يحلم بها يوماً». تناقش الرواية بصورة غير مباشرة قضايا الفساد، والتغيرات الحضارية التي تشهدها المملكة، وإعادة هيكلة المؤسسات، مع طرح شريحتين من مجتمعات مدينة الرياض؛ إحداها من الأسر الراقية التي تقطن حي الغدير (منطقة غالباً يسكنها الأثرياء)، وأسرة متوسطة الدخل تقطن في حي الروابي القديم نسبياً، تطرقت الرواية بالحديث عن تأثير زمن الصحوة بالأخص في الأسر المتوسطة، وانحسار التأثير في السنوات الأخيرة. الجديد في الرواية أنه لا توجد شخصية رئيسية ثابتة بل ثلاث شخصيات، واحدة فقط هي الشخصية الحقيقية، والبقية بما يرتبط بها من شخصيات من خيال الكاتب الذي يحمل الاسم ذاته (بركات)، والذي يفكر أن يكتب سيرته الذاتية، ليجنح للخيال، ويبحث بعد ذلك عن مخرج للعودة إلى الواقع أو ما هو منطقي بسياق الأحداث، لتنقذه الإفاقة من موت محقق بعد حادث خطير، وليعود إلى حياته الطبيعية، ويتخذ قراراً حيال مأزق الكتابة التي وقع بها. رواية تنقد ذاتها حين يناقش أبطال الرواية الأحداث التي وردت في الرواية، لذا كأنها تناقش قضية كتابة الرواية، ومشاكلها. هذه الرواية تجربة جديدة ومختلفة، للروائي الصقعبي، بعد ثماني روايات، تجنح أغلبها إلى السرد الحكائي، تقع الرواية في 222 صفحة من القطع المتوسط، الرواية ستدشن في معرض الرياض الدولي للكتاب، وستتوفر في المكتبات.