انقسم الناس في العالم إلى فسطاطين مع بداية دخول (الذكاء الاصطناعي)؛ الفئة المحبة للتقنية رحبت به وهللت، وأخرى رفضته خوفاً من اجتياحه وتحكمه في حياتنا، وهناك آخرون أعلنوا حالة الانتظار لما سيقدمه هذا الكائن الجديد؛ الذي دخل عالمنا على استحياء بخطوات صغيرة لكنها راسخة وقوية. حين بدأت ملامحه تتضح كتقنية جديدة تمتلك كماً هائلاً من المعارف والبيانات في مختلف التخصصات؛ وضع بصمته القوية في كل مكان وتأكد الناس أنه يمتلك أدوات تمكنه من توظيف هذه البيانات في أي عملية معقدة أو بسيطة بضغطة زر، خصوصاً أنه يتخطى الطريقة التي يستوعب ويتفاعل معها البشر. وثمة فكرة أصبحت تهدد الناس بعد ظهور «الذكاء الاصطناعي»، خصوصاً الموظفين الذين يعتقدون أنه شبح سيقضي على الموارد البشرية، لكن الواقع أنه يعزز إعجاز خلق الله -سبحانه وتعالى- للعقل البشري، فعلى قدر ما يملكه «الذكاء الاصطناعي» من قدرات مذهلة؛ إلا أنه يظل بحاجة لنا نحن كبشر مثل المدققين والمراجعين والمصححين، ويظهر واضحاً للمتمرسين في هذا النظام بعض الأخطاء التي يلاحظها العقل البشري ببديهية إعجازية أيضاً وهو يقرأ نتاج (الذكاء الاصطناعي) بعد أي عملية بحث. فإذا كان (الذكاء الاصطناعي) قوياً ويمتلك أدوات خارقة تختصر الكثير من الوقت والجهد وحتى الأشخاص لتأدية مهام معقدة جداً بطريقة سهلة وميسرة؛ فإن الجميل جداً أن مهمته تقتصر على أن يعطينا الأدوات التي تساعد البشر في الوصول إلى أفضل أداء وأعلى كفاءة. إذن؛ فالمحصلة النهائية: أننا حصلنا على مساعد قوي ومتمكن وخارق لننجز مهامنا بجهد أقل وجودة عالية في وقت قياسي، ولا يبقى علينا إلا التعرف أكثر على (الذكاء الاصطناعي) وأدواته وميزاته لاستثماره بالشكل الصحيح.