مهما حاول صناع فيلم «حياة الماعز» تجميل عباراتهم المنمقة ليداروا سَوءة أفعالهم التي تجاوزت كل الحدود، وإن استتروا خلف ألف قناع وقناع فلن يلتبس علينا الأمر.. هم أساؤوا في كل مشهد، وسقطوا في أتون حقدهم البغيض المدثر بعباءة الفن الذي شوهوه، حتى خرجوا علينا بعمل مبتور حائز على درجة معاق بلا اجتياز. كانوا مصممين على التصويب إلى جهة واحدة ومجتمع بعينه.. لم يخصصوا ولم يستثنوا، بل كانوا مندفعين ومسترسلين.. ظهر كل من السيناريو القبيح والحوارات الحمقاء المبتورة التي أداها ثلة من «الكومبارس» الساقطين والمؤدين التافهين، وللأسف بعض هؤلاء من بني جلدتنا. غير مقبول أن يقول واحد من هؤلاء إنه لم يقرأ كل السيناريو وإنه آسف على ذلك.. والمؤلم حقاً أن يتشدق آخر أنه غير نادم على العمل في الفيلم.. ويدعي آخرون بأنه مجرد عمل فني لا ينبغي تحميله أكثر مما يحتمل.. عجباً! أين هو الفن؟ لم أرَ في كل مفاصل العمل إلا تضليلاً للصور والأهداف وتزويراً للحقائق وتشويهاً لأمة تغار منها الأمم. في كل بقاع الأرض هناك نقاط سوداء، وفي كل مجتمع تجد عيناً عمياء.. الرواية الحقيقية يعرفها نجيب صاحب الحكاية الأصلية، هو أدرك أن ما أصابه عمل فردٍ بعينه نجد أمثاله في كل زوايا الكون.. والذي انتهت حياته بشكل مأساوي على يد نجيب نفسه، الذي أعلن إسلامه عندما شاهد رفعة أخلاق أولاد المقتول وهم يعفون عنه لوجه الله تعالى، ويعطونه قيمة الدية التي قدمت إليهم من أهل الخير.. كل هذه الحقائق تجاهلها قطيع الماعز.