خمسة شبان أعمارهم لا تتجاوز ال15 ربيعاً دخلوا السجن أطفالاً وخرجوا رجالاً، قضوا في السجن 14 عاماً لاتهامهم ظلماً في قضية اغتصاب فتاة.. ثم بعد أعوام السجن الطويلة ظهر المعتدي الحقيقي واعترف بكامل جريمته.. غادر الشبان الخمسة السجن وقد تعرضوا لأنواع من العنف الجسدي والنفسي.. أحداث دارت نهاية الثمانينيات (1989) وأثارت الرأي العام حينها. القصة تدور حول فتاة (28 عاماً) تعرضت للاغتصاب بوحشية في حديقة (سنترال بارك) بمدينة (نيويورك)، وتصادف وقت الجريمة وجود أولئك الشبان من ذوي البشرة السمراء وشاب مكسيكي، ولُفِّقت التهمة عليهم زوراً بعد سحب اعترافات باطلة منهم تحت التهديد والضغط.. وفي العصر الحديث جاءت المخرجة (افا دي فيراني) لتتبنى ذلك الحدث بمسلسل من أربع حلقات، وحين شاهدتها أثار في نفسي جزعاً وخوفاً من تأثير الظلم على النفس البشرية، واستشعرت كيف أنه من الصعب اتهام شخص ظلماً ولا تستطيع إثبات العكس. في الحياة العامة؛ لماذا يسهل على أي شخص ظلم غيره؟!.. ولذلك؛ على كل إنسان أن يفكر ملياً قبل إتهام غيره زوراً وإن كان بكلمة صغيرة، فمن الممكن أن يستمر أثر الظلم على المظلوم طيلة حياته، ورحم الله الإمام الشافعي حين قال: إِذَا مَا ظَالِمٌ اسْتَحْسَنَ الظُّلْمَ مَذْهباً وَلَجَّ عُتُوّاً فِي قبيحِ اكْتِسابِهِ فَكِلْهُ إلى صَرْفِ اللّيَالِي فَإنَّها ستبدي له ما لم يكن في حسابهِ فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا ظَالِماً مُتَمَرِّداً يَرَى النَّجْمَ تِيهاً تحْتَ ظِلِّ رِكابِهِ والله سبحانه وتعالى حرَّم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرمًا ونهاهم أن يتظالموا، ودعوة المظلوم لا ترد فليس بينها وبين الله حجاب، ومصداقًا لذلك حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم: «اتَّقوا الظلمَ؛ فإنَّ الظلم ظُلُماتٌ يوم القيامة». اختم بعبارة قصيرة: «أغلب القصص والحكايات الشعبية التي تربينا عليها كان ينتصر فيها المظلوم في النهاية، ولكن ذلك لا يحدث إلا في القصص الخيالية، ومن النادر حصوله في الحياة الواقعية غالبًا».. هل توافقونني الرأي؟