لا يزال رحيل الدكتورة نجاح عشري، رحمها الله، جاثماً، بكامل مرارته، على قلوب زملائها وطلبتها والوسط الأكاديمي السعودي، وهي أول من تولت برنامج رعاية الطلبة الموهوبين (KGSP) في كاوست، وهو برنامج رئيسي أعدّ خصيصاً لدعم ألمع طلبة المرحلة الثانوية المتفوقين الذي يمتلكون موهبة أثبتت جدارتها، واهتماماً بمجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات. انطلق البرنامج مع بداية عملها في الجامعة سنة 2008، أو هي من تولته ورأسته وخططت له ليشاهد السعوديون أن نسبة كبيرة من خريجي جامعة الملك عبدالله في كل عام هم من طلبة هذا البرنامج عندما دعمتهم (كاوست) وابتعثتهم لدراسة البكالوريوس في أهم وأرقى الجامعات الأمريكية (50 جامعة) ثم عادوا إلى أمهم (كاوست) ذاتها ليواصلوا دراستهم العليا فيها ويحرزوا التقدم المذهل بالحصول على الماجستير. هنا إضاءات عن الراحلة، خَصّ بها «عكاظ» زملاؤها وطلبتها وعدد من الكُتاب السعوديين. إنسانة المفاجأة عبدالله ثابت (*) يتصدّر خبر وفاة الدكتورة نجاح عشري القلوب ومطالع الإعلام، والوسائط، والأوساط الأكاديمية، وكل الذين كانوا قريبين منها، ويعرفون أي شخصية هائلة، كانت هذه المرأة، ليس على المستوى الأكاديمي والإداري فحسب، بل وأعمق منه الإنساني الحميم والذهن المتطلع والمستنير! التقيت بالدكتورة، رحمها الله، أكثر من مرة، وكانت دوماً تلك الإنسانة التي تمتلك، بشكل عفوي، طبع المفاجأة، المفاجأة التي تنبع من شجاعة المعرفة والحلم. أتذكر، بأحد الأحاديث، أني قدمت لسؤالي بما أفهمه، عن معنى (الجامعة) ودورها، من حيث كونها مجتمعاً معرفياً، تفاعلياً، منشغلاً بواجبي التعليم، والبحث عن الحقيقة، ثم من حيث كونها أرفع المؤسسات التعليمية، فهي بالضرورة المكان الموكل به عملية صناعة الأجيال، واقعاً ومستقبلاً، وتغذيتها بالقيادات المعرفية، في كافة المجالات، وكل ما يتعلق بهذه الصناعة التنويرية، من التأثير في الدولة ومؤسساتها، من جهة، والمجتمع وشرائحه وأفراده، من جهة ثانية.. ومن ثم سألتها عن رأيها؛ ما إذا كانت جامعاتنا السعودية تحقق هذا المعنى، وتؤدي هذا الدور فعلاً؟ فأجابت الدكتورة، بصراحة الجسورين، الذين لا يحبس ألسنتهم الهلع على مناصبهم، وقد كانت نائبة لمدير جامعة كبيرة، بحجم كاوست، وقالت ما فحواه: إن الواقع التعليمي بعموم -ربما- كان ينجز شيئاً من المعنى، لكنه متأخر جداً، في تشييد الدور! لعائلة د. نجاح، ولكل الذين عزّ عليهم رحيلها، أحر التعازي والمواساة، فقد غادرتنا امرأة، لطالما كانت وجهاً مشرقاً، للمرأة السعودية، وأنموذجاً لمثالها الرفيع، رحمها الله! (*) شاعر وكاتب سعودي تماسك رؤيتها هاشم الجحدلي (*) في موقف الرثاء ومقام العزاء ولحظة الرحيل تتضاءل كل كلمات الوداع ولا يتجلى سوى حزن الذكريات وأسى الفقدان. ونحن نودع الراحلة الدكتورة نجاح عشري مثلي مثل كل من عرفها وتعامل معها لا يمكن أن أكتب وأتذكر سوى اللحظات التي يتجلى فيها سمو روحها وتماسك رؤيتها ورغبتها الدائمة للإنجاز بكل جدية وتسامح، فهي تنجز ولكن دون ضوضاء، وتعمل ولكن دون ضجيج، وتحتفي بالجميع دون تفرقة، ولكنها تعرف كيف تنصف المبدع والمخلص، لذلك كل من عمل معها لا يتذكر سوى المواقف التي كانت فيها في صف العمل والإبداع. رحم الله الدكتورة نجاح عشري وكل التعازي لأهلها وذويها ومن عمل معها أو تعامل معها. (*) شاعر وصحفي سعودي نجاح وصناعة الأثر نظمي النصر (*)كثيرون هم الذين يعبرون مسار حياتنا أو نلتقيهم في طرقاتها المختلفة، لكن قليلين فقط من يتركون بصمة لا تُنسى وأثراً يتجاوز الزمان والمكان. هكذا كانت الراحلة الدكتورة نجاح عشري، رحمها الله، صانعة الأثر على مختلف المستويات.. المستوى الإنساني والأخلاقي والعلمي والعملي، إنه الأثر الذي لا يمكن لأي أحدٍ نسيانه. جمعتنا رحلة البدايات في رحاب جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، حيث الطموحات تتسع لاحتضان مستقبل البحث العلمي، والتحديات الحقيقية لصناعة وتهيئة بيئة علمية مناسبة للباحثين من كل أنحاء العالم. ومهما تباينت النقاشات التي كانت تدور بيننا، إلا أننا كنا دوماً متفقين أن الطالب/ الباحث يأتي أولاً، وهذا يتطلب أن نمنحه كل ما يستحق، ولن يكون ذلك دون أن نوليه كل الاهتمام. كانت الدكتورة نجاح مؤمنة حقيقة ببذل كل ما تستطيع لتكون (كاوست) المناخ الأمثل لكل من فيها، وليس ذلك فقط، بل كانت مهتمة بكل ما من شأنه أن يجعل الجامعة مصنعاً للنجاح والإبداع والتفوق، ولقد كانت حقاً شغوفة بذلك طوال مسيرتها المتميزة. هذا الأمر الرائع هو جزءٌ بسيط وصغير جداً من شخصيتها، والروح العظيمة التي كانت تتمتع بها، ليس فقط تجاه الجامعة والباحثين، بل في كل تفاصيلها الحياتية من جهة والعملية من جهة أخرى. كان العطاء اهتمامها الأكبر، والإصرار وقودها الذي يصنع نجاحاً تلو آخر، أما إيمانها بالعلم والمعرفة فكان المحور والركيزة الأساسية في كل عمل تقوم به. إن وطننا ومجتمعنا اليوم وهو يفخر بالآلاف من الطلبة السعوديين من الجنسين، الذين تخرجوا من برنامج كاوست للطلبة الموهوبين، وأصبحوا يحملون أعلى الدرجات العالمية في تخصصات علمية مختلفة، ليعترف بالفضل ويقدر بالثناء والشكر كل جهود الدكتورة نجاح وتميزها القيادي في اختيار أولئك الطلبة الموهوبين ودعم تأهيلهم وتطويرهم ليكونوا قيادات رائعة في وطننا الغالي. نحن اليوم لم نفقد (نجاحاً)، حتى إن غيّبها الموت أو لم تعد تتجول في أروقة الجامعة بلطفها المعتاد، نحن لم نفقدها، ولم يفقدها الوطن، ولم تفقدها (كاوست)، ولم يفقدها المجتمع العلمي والبحثي، لأن أثرها الذي صنعته سيظل دوماً «خالداً» بيننا. أؤمن أن صُناع الأثر الحقيقي قليلون جداً، وأولئك الذين يشبهون أسماءهم قليلون أيضاً، كما أؤمن تماماً أن (نجاح) صنعت أثراً حقيقياً ممتداً ومستمراً، كما كان لها من اسمها الحظ الأوفر.. وداعاً نجاح. (*) الرئيس التنفيذي لشركة نيوم حالياً، رئيس جامعة كاوست سابقاً القياديّة الثانية فهد الأحمري (*)التقيت بسيدة كاوست د. نجاح عشري، رحمها الله، في مناسبة إعلامية في الرياض، عرّفتها بنفسي فبادرتني، أعرفك قبل وبعد نشر الأمير خالد الفيصل مقالتك في كل الصحف وبدأت تثني على الأقلام المتألقة التي ترفع من القيمة الفكرية للوطن وأفراده، وفق تقديرها. علمت أنني أمام قائدة قارئة ومتابعة للمقالات وأمام مواطنة مخلصة لوطنها وأبناء وطنها. سألتني هل زرت (كاوست)؟!، قلت قرأت وشاهدت (كاوست) عن بعد، قالت ليس الخبر كالمعاينة، ما رأيك نرتب لك زيارة خاصة. وصلتني الدعوة بضيافة كاملة وسيارة خاصة من مطار جدة إلى ثول، مقر الجامعة، واستقبلتني في مكتبها وسجلت بنفسها جدول الزيارة لمدة يومين ووجهت زملاءها بتنفيذ الجدول حرفياً. سمعت منها شرحاً تفصيلياً عن (كاوست) وأجابت عن كل الأسئلة التي تدور في ذهني وذهن المهتمين، لا سيما في جانب القبول وأهداف التنوع الأجنبي من ناحية الاستقطاب النخبوي الفريد للطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس ومردود هذا التوجه على الوطن. كانت مفرداتها تشعّ بالحب والإبهار ل(كاوست) والنظرة العميقة لمستقبل كاوست وكأنها تسرد مستقبلاً مشرقاً متميزاً لأسرتها ومنزلها وأفراد عائلتها وليس لجامعة هي المسؤول الثاني فيها. قلت لمحدثتي: هذه الجامعة اعتبرها مفخرة للسعودية وللوطن العربي. قالت: «إنها مفخرة للإنسانية». أذهلتني العبارة وجعلتني أشعر بحجم سعة الأفق والنظرة الكونية العابرة للقارات. هذا المنطق جعلني ألمح ما يدور في ذهن القيادية الثانية في الجامعة من رؤى متفردة. جزمت حينها بأن هناك إستراتيجيات وأهدافاً عملاقة واستعداداً كبيراً لخوض التحديات الجسيمة لتحقيقها، رغم العمر القصير لهذا الصرح الجامعي مقارنة بحجم وعراقة الأقران المنافسين، من صروح التعليم العالمي الضاربة في عمق التاريخ والإنجازات. ونحن نهم بمغادرة مكتب الدكتورة نجاح، بعد سماع عرضها عن الجامعة، والحديث عن إيجابيات وانتقادات تدور حولها، مازحت محدثتي: إنني أبحث عن أخطاء وسلبيات في الجامعة لأعرضها للقارئ حتى لا أظهر بمظهر مجرّد المادح لجامعتكم. كانت الإجابة: «لدينا أخطاء ولدينا سلبيات نعمل على تصحيحها وتجاوزها والاستفادة منها». كانت العبارة تجسّد منطق الناجحين (التسليم بوجود الأخطاء)، وفعلاً كان النجاح حليف د. نجاح حتى لاقت ربها -عز وجل-. (*) كاتب سعودي فقيدة المجتمع الأكاديميد. فهد العرابي الحارثي (*)جمعتني بالعالمة القديرة د. نجاح عشري أعمال وطنية متنوعة على مدى خمس سنوات تقريباً، وتلك العلاقة قرّبتني منها بكل اعتزاز، وكان من ثمارها الشراكة التي حظيت بدعمها وإشرافها المباشر بين (كاوست) ومركز أسبار للبحوث والدراسات، وذلك في عدد من الفعاليات التي شهدها الوطن والعالم، من خلال عدد من دورات (منتدى أسبار الدولي) الذي حظي من جهته بشراكات كبيرة مع عدد من المنظمات المحلية والدولية، وكان على رأسها (كاوست) الفريدة. لقد كان من هواجس د. نجاح في تلك الفترة أن تعمل على تقريب (كاوست) من الجيل السعودي الجديد على إثر ما ظهر للناس في بعض الأوساط من أن (كاوست) الكبيرة عند قيامها اهتمت بالعالم أكثر مما كانت تهتم بالداخل السعودي، وربما نشأت هذه الفكرة عند البعض بالنظر إلى طبيعة التخصصات الأكاديمية العليا للجامعة، وكذلك بالنظر إلى توجهاتها المبنية على الانفتاح على العالم أكثر من غيرها من الجامعات المحلية. وإلى حدّ كبير أعتقد أن د. نجاح العشري نجحت في مهمتها، وهي أخرجت (كاوست) بالفعل من عزلتها في الداخل، وهي التي قادت باقتدار هذه الإستراتيجية الجديدة للجامعة. د. نجاح عشري لامعة أكاديمياً وإدارياً، وهي صقلت مواهبها في جامعاتنا المحلية ولكن أيضاً في كبريات الجامعات الأمريكية والبريطانية، فهي من المؤهلين في الإدارة وفي الأكاديميا، لا سيما في الحاسوب ونظم المعلومات، إلى جانب ما وهبها الله من الفطنة والذكاء والقدرة على تنمية تواصلها مع الناس والمؤسسات. كنا جميعاً نرى فيها نموذجاً لامعاً للمرأة السعودية الجديدة، الواثقة، المؤمنة بدورها الحيوي في التنمية في بلادها. رحم الله نجاح عشري وغفر لها، فهي فقيدة المجتمع الأكاديمي والوطن كله. (*) رئيس مركز أسبار للدراسات القائدة الفذّةإيمان عبدالله (*)«إذا جبر الرحمن باللطف خاطراً سينسى لياليَ بات فيها محطماً» لا أجد ما أواسي به عائلة الدكتورة نجاح عشري، رحمها الله، اللهم اجبر كسر قلوبهم واجعلهم لقضائك وقدرك صابرين.. لقد هزني الخبر المفجع عن رحيل الدكتورة نجاح عشري الذي وصلني يوم الخميس الماضي. ما أزال أشعر بالصدمة والحزن العميق الذي اجتاحني عندما سمعت الخبر الأليم. لم يكن وقع الخبر سهلا عليّ، وظللت لمدة أتساءل هل هذا حلم مزعج.. أم أنها رحلت فعلاً؟ فقد كانت في آخر لقاءاتها، تشع بالحيوية والنشاط. رحمها الله رحمة واسعة وألهم ذويها الصبر يا رب. كانت الدكتورة نجاح قائدة بارزة في كاوست، وامرأة استثنائية حملت على عاتقها اهتماماً خاصاً بالسعوديين، تعاملت معهم بحنان وحزم كأم تسعى لإخراج أفضل ما بداخل أبنائها. لطالما أعجبت بإيمانها القوي بقدراتنا كطلاب سعوديين، وبصرامتها وعدم الرضا بالتواني أو الإخفاق، موجدةً لكل مشكلة حلاً. لقد كان لي شرف معرفتها عن قرب في كثير من اللقاءات والمناسبات، رغم أنني لم أكن أتصور أنها ستعرفني وتذكرني بشكل فردي كطالبة سعودية بين الكثير من الطلاب. ولكن وردني من العديد من موظفيها أنها توصي بي خير توصية أنا والعديد من زميلاتي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. لن ننسى الدكتورة نجاح القائدة الفذة، ستظل حاضرة في ذاكرتنا جميعا، وجزءاً لا يتجزأ من ماضي وحاضري ومستقبلي، رحمها الله رحمة واسعة. (*) طالبة دكتوراه في قسم الرياضيات التطبيقية شعلة من النشاط سليمان الثنيان (*)الدكتورة نجاح، رحمة الله عليها، لم تكن زميلة بل كانت صديقة ورفيق درب، أنا أكثر موظف عمل مع الدكتورة نجاح في الجامعة لأكثر من 15 سنة، سافرنا معاً لعدد من الدول لمقابلة الطلاب المتميزين، حضرنا اجتماعات تخص الجامعة، عملنا معاً في العديد من اللجان، كنا نلتقي أسبوعياً في الاجتماعات الأسبوعية للإدارة العليا في الجامعة، فكانت نعم الرفقة ونعم الزميلة. لقد وهبت الدكتورة نجاح نفسها وحياتها وكل ما تملك للجامعة وكانت تعمل طول الوقت، ضحت بصحتها وبرفاهية أسرتها من أجل الجامعة. الدكتورة نجاح كانت شعلة من النشاط والحيوية والإنجازات على مر السنين التي عملت فيها بالجامعة، الدكتورة نجاح ساندتني في العديد من المواقف الصعبة. للدكتورة نجاح، رحمة الله عليها، مواقف مشرفة عدة. في الختام الدكتورة نجاح مثل للمرأة العصامية، المرأة العاملة بكل جد وإخلاص. في الختام كلمات الشكر والعرفان وتعديد محاسن الدكتورة لن تفيها حقها. لها من الدعوات ونسأل الله القبول. (*) نائب رئيس كاوست للشؤون الحكومية قائدة ملهمةالبروفيسور توني تشان (*)انضمت نجاح، وهي مدافعة متحمسة عن جامعة كاوست ومهمتها، انضمت إلينا في عام 2008 كمساعد أول مؤسس، حيث لعبت دوراً رئيسياً في تشكيل شؤون الخريجين. في عام 2011، أصبحت نائبة الرئيس المؤسس لمنظمة المبادرات السعودية، التي تطورت لاحقاً إلى التقدم الوطني الإستراتيجي (SNA)، حيث تفوقت في مواءمة إستراتيجية (كاوست) مع الأولويات الوطنية. قادت نجاح فريق NSNA حتى 1 يونيو من هذا العام، عندما انتقلت الإدارة إلى مكتب رئيس الجامعة، وتولت دور نائب الرئيس وكبير المستشارين داخل مكتب الرئيس. طوال حياتها المهنية الرائعة كانت نجاح قائدة ملهمة أثرى تفانيها الذي لا يتزعزع حياة لا تعد ولا تحصى في (كاوست) وفي جميع أنحاء المملكة العربية السعودية. تأثير نجاح على حياة لا تعد ولا تحصى داخل الجامعة وفي جميع أنحاء المملكة لا يمكن قياسه، وخسارتها نشعر بها جميعا بعمق. نتقدم بتعازينا القلبية لعائلتها. (*) رئيس جامعة كاوستنجمة مضيئةصلاح سندي (*) كانت وفاة الدكتورة نجاح عشري خبراً مفاجئاً بالنسبة لي مثل كل الأخبار الحزينة.. قلتُ في داخلي غفر الله لها ورحمها رحمة واسعة، ثم امتدّ بي شريط الذكريات راجعاً إلى الوراء عندما كانت إحدى أهم تنظيمات (كاوست) في تأسيسها هو استقطاب الكفاءات المسؤولة في مؤسسة علمية تقنية بحثية جديدة وكان من بين الأسماء المهمة والكبيرة بمهنيتها وعلميتها اسم الدكتورة نجاح عشري، رحمها الله، فقد كانت نجمة مضيئة بعملها وتفانيها وإخلاصها في جامعة المؤسس الملك عبدالعزيز، رحمه الله، وكان اختيارها موفقاً لأنها كانت أكاديمية محترفة في إدارة التسجيل والقبول، حيث أضافت ل(كاوست) عبر برامج مهمة من بينها إدارة رعاية الموهوبين وأيضاً برامج أخرى تختص بالعلوم البحثية. عملتُ معها لسنتين عندما كانت مسؤولة عن الإعلام في (كاوست)، واستطاعت فتح الجامعة لزيارة الإعلاميين والتعرف على كل شيء يدور في (كاوست) حيث انتصرت للشفافية والوضوح. رحم الله الدكتورة نجاح عشري وغفر لها وأكرمها، فقد كانت نعم الزميلة في العمل والإنسانة القديرة في هذه الحياة. (*) المستشار الإعلامي السابق في جامعة كاوست خسارة مؤلمة رباب العميري (*)فقيدتنا الغالية الدكتورة نجاح عشري، رحمك الله وغفر لك. رحيلك كان خسارة مؤلمة لكل من عرفك، وخاصة لنا في (كاوست). تركتِ بصمة لا تُمحى في حياتنا منذ أول لقاء، حينما كنتِ أول وجه أراه في رحلتي العلمية هنا. لم تكوني مجرد قائدة؛ كنتِ أماً حانية تدفعيننا نحو التفوق والنجاح. في مرحلة الدكتوراه، كنتِ الركيزة والداعمة لنا. لا أنسى لقاءاتنا التي كانت دائماً مليئة بالاهتمام الصادق والسؤال عن تقدمنا. فرحتك العارمة بحصولي على جائزة التميز العلمي كانت دافعاً قوياً لي لمواصلة المثابرة. رسائلك المشجعة كانت نوراً يضيء لي الطريق في أصعب الأوقات. اليوم، وأنا في جامعة MIT، أستحضر كلماتك ونصائحك وأشعر بالفخر أنني لم أخيب ظنك. سأواصل السعي لتحقيق رؤيتك في نشر العلم والتعليم للأجيال القادمة، وأعلم أنك فخورة بما حققناه كأبنائك. لقد كنتِ رمزاً في القيادة، والعلم، والاجتهاد. لن ننساك يوماً من دعائنا يا عظيمة، وستظل روحك تلهمنا لتحقيق المزيد من الإنجازات. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته. (*) عالم باحث في مجال الحوسبة والذكاء الاصطناعي سيدة المبادراتعبدالله السبحي (*)كانت الدكتورة نجاح شخصية أكاديمية وإدارية بارزة.. وكانت سيدة المبادرات، حيث أشرفت الدكتورة على العديد من المبادرات والبرامج الإستراتيجية التي كان لها بالغ الأثر في تمكين ودعم طلبة الجامعة السعوديين الموهوبين، ولم يقتصر دور الراحلة على الجانب الأكاديمي فحسب، بل امتد ليشمل تعزيز المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع المحلي، حيث قادت إدارة المسؤولية الاجتماعية في (كاوست)، وحرصت على تنفيذ مشاريع ومبادرات عديدة، أسهمت في النهوض ببلدة ثول والمناطق المجاورة لها. (*) مدير العلاقات العامة والإعلام في جامعة كاوست