الخارجية: المملكة تُدين وتستنكر قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي مدرسةً تابعةً للأونروا    وزير النقل والخدمات اللوجستية يبدأ زيارة رسمية إلى جمهورية رومانيا    أول أبطال مونديال الإلكترونية سعودي    الأمير فيصل بن خالد بن سلطان يهنئ جامعة الحدود الشمالية بمناسبة حصولها على الاعتماد المؤسسي الكامل    نتنياهو يناقش الصفقة الليلة.. هل يعطي الضوء الأخضر لإبرامها؟    إحباط تهريبهم 475 كيلوجرامًا من القات في الربوعة والعارضة    تركي بن محمد بن فهد يرأس اجتماع مجلس إدارة هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية ومحمية الملك خالد الملكية    الحكم على تشكيل عصابي مكون من 8 وافدين بالسجن والغرامة المالية والإبعاد عن البلاد    تدشين الخطة الأكبر لموسم العمرة 1446    سامي السويلم ينضم لعضوية النصر    "التجارة": 45% نمو نسبة السجلات المصدرة للنساء في الربع الثاني من العام الجاري    «مسام»: نزع 450 ألف لغم وذخيرة متفجرة زرعها الحوثيون في اليمن حتى الآن    السجل العقاري: بدء تسجيل 1608 عقارات في بريدة.. يستمر حتى 7 أكتوبر    «الصحة»: السجن 7 أيام وغرامة 15 ألف ريال لمخالف باع أدوية تخسيس غير مرخصة    تقييم مميز لكانتي في يورو 2024    آخر كُتب «الفال».. حكايات من العمق في عشق وطن النضارة والحضارة    الديوان الملكي: وفاة الأميرة سلطانه بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود    أمير الرياض يستقبل السفير الجزائري لدى المملكة    نسبة الإقبال على التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية تتجاوز 26%    فيصل بن بندر يستقبل نائب وزير التعليم للجامعات والبحث والابتكار    اتهامات متبادلة بين الفنانة شيرين وطليقها    السعودية تدهش العالم وتعيد تعريف سياحة المغامرات عبر مشروع «THE RIG»    رياح وأتربة على الرياض ومكة والمدينة    الكشافة تختتم مشاركتها بالمخيم الكشفي الإسلامي العالمي بأمريكا    الحقيل يؤكّد أهمية الشراكة السعودية – التركية    فوز 4 فرق في مسابقة الفورمولا 1 المدارس استعدادًا للتصفيات العالمية    قطار الحرمين ينقل مليون مسافر خلال الحج    سمو محافظ الخرج يستقبل المدير التنفيذي لنطاق الخرج الصحي    مستشفى أبها للولادة والأطفال يُقيم فعالية "اليوم العالمي لسرطان الدماغ"    القيادة تهنئ الحاكم العام لجزر سليمان بذكرى استقلال بلاده    علماء ينهون مهمّة استمرت 378 يوماً في مكان مشابه بظروفه للمريخ    النيابة تطالب بإخفاء هوية الشهود في المراسلات والمحاضر    بدء القبول بجامعة تبوك غدًا مع استحداث تخصصات نوعية وجديدة    الثقافة والتعليم تُكرّمان فائزي مسابقة المهارات الثقافية    افتتاح "قصور العسابلة" التراثية بالنماص    الكعبة المشرفة تتزين بالكسوة الجديدة    "البُن الشدوي".. قهوة سعودية بنكهة الطبيعة    "بيت حائل" يعيد الزمن الجميل    رسميًا.. الاتحاد السعودي يعلن رحيل سعد الشهري    أخضر الطائرة يواجه العراق .. في رابع مبارياته في البطولة العربية    عبير صبري تعود بمسلسلين جديدين    يورو 2024.. هولندا تُكمل أضلاع المربع الذهبي وتضرب موعداً مع إنجلترا    الأهلي يبدأ تحضيراته للموسم الجديد    «الصحة العالمية»: ابتعدوا عن الوحدة تقربكم من الوفاة    المتاحف الخاصة بالحدود الشمالية توثق تاريخ المنطقة    "مانجا" تُطلق العرض الأول لمسلسل "جريندايزر يو"    بتوجيهات ودعم القيادة الرشيدة.. مساعدات سعودية مكثفة ومستمرة لإغاثة الشعب الفلسطيني    نقل مواطن تعرض لوعكة في طرابزون    ضيوف الرحمن يعيشون روحانية المسجد النبوي    كشافة المملكة يستكشفون الفضاء بزيارة "ناسا الأمريكية"    محافظ الطائف يقدم التعازي لرئيس نادي عكاظ    "بصمات" بجامعة الملك فيصل يحتضن 120 موهوبًا    تطوير حبات أرز بنكهة اللحم    المجلس الصحي يطلق تحذيرًا جديدًا.. مختصون ل(البلاد): المشروبات «المحلاة» خطر على الإطفال    السند يطلع على منجزات "الأمر بالمعروف" في موسم الحج    محافظ الطائف يقدم التعازي لرئيس نادي عكاظ    كم مرحلة تمر على صناعة كسوة الكعبة المشرفة؟    النائب العامّ يبحث تعزيز التعاون القانوني مع الصين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العنصرية والأنانية والعبثية جزء من المكون الفكري الغربي
نشر في عكاظ يوم 05 - 07 - 2024

نجح الغرب في تسويق وبيع فكرة أنه ديمقراطي ويحمي حقوق الإنسان والحرية والمساواة والعدالة ودولة القانون. غير أن الدارس للتيارات الفكرية الغربية، والمفاهيم السائدة والمدارس الفكرية المؤثرة بالعلوم الاجتماعية والتاريخ في الغرب يكتشف واقعاً مغايراً لما تظهره هذه المدارس. وللتوضيح نضرب مثلاً بالتيار الوجودي، وقد سمّيت الوجوديّة بأسماء كثيرة أبرزها: فلسفة العدم، الفلسفة الانحلاليّة، وفلسفة التفرّد، والعبثية؛ الفلسفة الوجودية التي تقوم على إعلاء قيمة الإنسان كوجود فردي ذاتي وأنه صاحب إرادة حرة وقدرة على اختيار وجوده قبل أن يوجد أصلاً. وهذا التيار الوجودي ترجع أصوله الأولى إلى الفيلسوف سقراط الذي أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض أو على مبدأ اعرف ذاتك أولاً. ومؤسس هذا التيار الفيلسوف الدنماركي سورين كيركغور؛ كما يعتبر الفرنسي جون بول سارتر من أشهر الفلاسفة الوجوديين، الذي عبّر عن فلسفته من خلال مسرحياته، (الذباب)، ومسرحية (اللا مخرج)، ومسرحية (المنتصرون). ونجد أنه من خلال العلوم الاجتماعية والآداب وعلم النفس تتسرّب هذه الأفكار إلى مجتمعاتنا وعلومنا، حتى أن بعضاً من الإسلاميين تأثروا دون وعي بهذا التيار وتناقضاته.
الجذور الأساسية للثقافة الغربية هي من النتاج الثقافي لحضارات الإغريق والرومان وعصر النهضة، وتظهر هذه الجذور في الأعمال الفنية، والفلسفية، والأدبية، وفي مجموعة القوانين والتقاليد الشعبية؛ التي تحمل في طياتها فكر التفوق والتميز للرجل الأبيض. الوجوديون والرواقيون أكثر تشابهاً ممَّا يعتقد البعض. ومن هنا يظهر مدى العلاقة بين الأفكار والمفاهيم الإغريقية والرومانية التي كانت سائدة أنحاء الإمبراطورية الرومانية حتى إغلاق كل مدارس الفلسفة الملحدة في عام 529 الميلادية بأوامر من الإمبراطور جستينيان الأول الذي اعتبرهم مخالفين للشريعة المسيحية. وبتأثر من جوستن لبسيوس، تطوّرت الرواقية المحدثة بدمج الأفكار بين المسيحية والرواقية التقليدية.
الفيلسوف الشهير إيمانويل كانط رتب أعراق البشر ترتيباً عنصرياً وجعل العرق الأبيض على رأس القائمة حيث يرى كانط أن الإنسان الأبيض يملك كل المواهب الفطرية والفلسفة. ثم في الدرجة الثانية الهنود ثم الأفارقة ثم الهنود الحمر؛ لذلك أخلاقياً ليس هناك عيب في إبادتهم. وقد تحولت هذه العنصرية من موقف ذهني إلى سلوك اجتماعي بررت به الإنسانية الحروب، لأن الحياة كما هو الحال في الطبيعة لا تجد مانعاً أخلاقياً في قتل الحيوان للحيوان الأضعف من أجل البقاء. فهذه العنصرية الكامنة في الذهنية الغربية هي التي بررت قتل الهنود الحمر وأبادت مئة مليون نسمة. بخلاف الفكر الذي يقوم على الدين واحترام الإنسان لأخيه الإنسان. ويرى الفيلسوف ديفيد هيوم أن الأفارقة أقل البشر تحضّراً. والفيلسوف نيتشه يذهب إلى أن التخلص من الضعفاء لا غضاضة فيه، وكذلك مارتن هايدغر الفيلسوف الألماني الذي يقول «إن الفلسفة ليست مستودعاً من المعارف النظرية، بل مسرى من التطلب الوجودي يستنهض الكائن الإنساني في أعماق وعيه حتى يستجيب لنداء الحقيقة، أي لاستدعاء الكينونة. ليست الفلسفة علماً كسائر العلوم، ولا رؤية متسقة للعالم مبنية على أساس الحكم القطعي، ولا أساساً نظرياً للمعارف العقلية، ولا معرفة مطلقة، ولا حتى اختباراً من اختبارات القلق الوجودي الذي يعتصر فؤاد الإنسان المعاصر (هايدغر، الكينونة والحقيقة، الذي أخذت منه النارية هذه الأفكار العنصرية التي تقوم على الإيمان بالتفوق. الفيلسوف آرثر شوبنهاور ألماني المعروف بفلسفته التشاؤمية كان يعتبر أن الأسبقية الحضارية كانت للعرق الأبيض وأن جميع الحضارات كانت بين أصحاب البشرة البيضاء وحتى مع الشعوب ذات البشرة الغامقة فإن الطبقة الحاكمة كانت بشرتها افتح من بقية الشعب وأن الجنس الأبيض في القمة وباقي الأجناس في الأدنى. وقد سادت العنصرية العلمية خلال الفترة ما بين 1880 و1914 حيث كانت تستخدم في تبرير الإمبريالية الأوروبية البيضاء واضطهاد بعض أجناس البشر واستخدامهم كعبيد، وبلغت العنصرية العلمية ذروتها في الفترة من 1920 وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية.
ثم أخذت في التجمّل ومحاولة إخفاء عنصريتها القبيحة من خلال المعايير المزدوجة والمفاهيم المختلطة. ورغم ذلك تظهر في أفعالهم وأقوالهم وأخبارهم وإعلامهم.
إن منظومة الأخلاق والقيم والمعايير الإنسانية والعدالة الغربية تحتاج إلى تطوير وتحسين وتنقيح من هذه العيوب والتناقض وازدواجية المعايير، وأن يكون لنا منظومتنا الفكرية التي تحتاج إلى جهود جماعية يساهم فيها مفكرو وفلاسفة العالم الإسلامي وعلماؤه في كل فروع المعرفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.