كشف الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار العالمي «كايسيد» الدكتور زهير الحارثي، مشاركة عدد من النخب من صناع القرار العالمي والقيادات المؤثرة في المجتمعات العلمانية أو الدينية في منتدى الحوار العالمي التاريخي الأربعاء القادم. وقال، في حوار خاص مع «عكاظ»: إن جلسات المنتدى سيشارك فيها مجموعة من المتحدثين منهم، الرئيس السابق لجمهورية النمسا هاينس فيشر، ورئيس جمهورية فرنسا السابق فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء الإيطالي السابق ماتيو رينزي، وإمام المسجد الحرام الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إضافة إلى رئيس أساقفة القسطنطينية البطريرك المسكوني برثلميوس الأول، ومفتى الديار المصرية شوقي علام. وزاد الحارثي، إن الفعالية التي ستقام تحت شعار «الحوار في سياق متحول: إنشاء تحالفات من أجل السلام في عالم سريع التغير»، تعد فصلاً جديداً في تاريخ كايسيد الطويل الأمد وعمله على تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات بوصفه حافزاً للتغيير العالمي وبناء السلام. موضحاً، أن منتدى كايسيد للحوار العالمي جهد متضافر لتسخير إمكانات الحوار بصفته قوة تحويلية قادرة على رأب الانقسامات وبناء توافق في الآراء بين المجموعات ذات الخلفيات المتنوعة. فصل جديد في تاريخ كايسيد • يستعد «كايسيد» لاستضافة منتدى الحوار العالمي التاريخي في مدينة لشبونة بالبرتغال، ما أهمية مثل هذا المنتدى في صناعة قاعدة صلبة للسلام العالمي ؟ •• تعد الفعالية، التي ستقام تحت شعار «الحوار في سياق متحول: إنشاء تحالفات من أجل السلام في عالم سريع التغير»، فصلاً جديداً في تاريخ كايسيد الطويل الأمد وعمله على تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات بوصفه حافزاً للتغيير العالمي وبناء السلام. ويرمي منتدى كايسيد للحوار العالمي، الذي ينعقد في لشبونة الحديثة والنابضة بالحياة، إلى تسخير الإمكانات التحويلية للحوار واستكشاف فاعليته في النهوض بحقوق الإنسان وترسيخ التماسك الاجتماعي ودعم المصالحة وتيسير التعاون البيئي. وبجانب ذلك، فهو يعزز مهمة المركز الرئيسة المتمثلة في التصدي للتحديات الأكثر إلحاحاً في العالم والتخفيف من حدتها عبر أدوات ونهج حوارية شاملة للجميع. • ما أبرز الأهداف التي يسعى لها المنتدى وسط حتمية الحوار في سياق متحول في عالم يتسم بالاستقطاب ؟ •• في عالم اليوم سريع التغير والمنقسم في كثير من الأحيان، تزايدت الدعوات إلى حوار هادف ذي إمكانات تحويلية عميقة لتصبح أكثر ضرورة من أي وقت مضى. وإن النزاعات المتصاعدة والانقسامات المجتمعية المتزايدة وتضاؤل الثقة بالمؤسسات التي كانت تحظى بالاحترام من قبلُ باتت تسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى منصات عالمية تجمع كبار صانعي القرار ومنظمات المجتمع المدني وصانعي السياسات وتيسر التبادل المفتوح والمنتج عبر وجهات النظر المتنوعة. وعليه، فإن منتدى كايسيد للحوار العالمي، يسعى إلى معالجة هذه التحديات العالمية الملحة بالاستفادة من المعرفة الفريدة والتأثير لمجموعة متنوعة من تقاليد الحكمة الدينية والروحية. ويمكن لهذه التقاليد، عند الجمع بينها، أن تقدم رؤى عميقة وحلولاً شاملة للمسائل الكثيرة التي تواجه مجتمعاتنا، ممَّا يساعد على بناء تحالفات من أجل السلام المستدام طويل الأمد. الحوار بين أتباع الأديان • ما أبرز الموضوعات والمناقشات الرئيسة في منتدى الحوار العالمي التاريخي ؟ •• ستتمحور مناقشات منتدى كايسيد للحوار العالمي، حول العديد من الموضوعات الحاسمة، لا سيَّما دور الحوار في سياق متحول في بناء الثقة وتعزيز البيئات الحضرية الشاملة وتبني مفهوم قداسة البيئة في الحفاظ على البيئة. وتتماشى هذه الأولويات المواضيعية استراتيجيّاً مع أهداف التنمية المستدامة، ممَّا يؤكد التزام كايسيد بدعم جدول أعمال 2030 عن طريق مبادرات مدفوعة بالحوار. وبالتحديد، سيبحث المنتدى في الآليات التي يمكن بها للحوار في سياق متحول أن يعزز الروابط المجتمعية في أوقات الصراع والأزمات وسيناقش قدرة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات على دعم عملية السلام وتيسير المصالحة في حالات ما بعد الصراع. وسيحتفي المنتدى بموضوع أساسي آخر وهو مفهوم الكرامة الإنسانية، الذي يكمن في صميم مهمة كايسيد وولايته «لمواجهة التحديات المعاصرة للمجتمع، مثل كرامة الحياة البشرية». وإن الكرامة الإنسانية، إذ تشير إلى القيمة الأساسية لكل شخص بصرف النظر عن خلفيته أو مركزه أو جنسيته أو معتقده، هي جوهر حقوق الإنسان، ومن ضمنها الحق في ممارسة المعتقدات الدينية والروحية والتعبير عنها والتعبد بها، فضلاً عن الارتباط بالعالم الطبيعي. وإن الاعتراف بالكرامة الإنسانية هو أساس الاحترام المتبادل والتفاهم والتقدير، وهو محفز للحوار في سياق متحول. نخبة من صناع القرار العالمي• ما أبرز المتحدثين في جلسات منتدى الحوار العالمي التاريخي ؟ •• حرصنا في مركز الحوار بين أتباع الأديان إلى جمع نخبة من صناع القرار العالمي والقيادات المؤثرة من مختلف القطاعات، سواء من المجتمعات العلمانية أو الدينية، إذ سيثري المنتدى مجموعة من المتحدثين منهم: الرئيس السابق لجمهورية النمسا هاينس فيشر، وماتيو رينزي، ورئيس جمهورية فرنسا السابق فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء الإيطالي السابق، وإمام المسجد الحرام في مكةالمكرمة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إضافة إلى رئيس أساقفة القسطنطينية البطريرك المسكوني برثلميوس الأول، وعضو مجلس الشورى السابق في المملكة العربية السعودية الدكتور الشريف حاتم عارف العوني. كما يشارك في المنتدى القائد الروحي للمسلمين في أذربيجان وعموم القوقاز شيخ الإسلام الله شكر باشا زادة، وعمدة بلدية ليشبونا كارلوس مويداس، ورئيس البرلمان البرتغالي السابق أغوستو سانتوس دا سيلفا، فضلاً عن أمين عام اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي الدكتور محمد السماك، ومفتي الديار المصرية فضيلة الدكتور شوقي علام. مساحة آمنة للحوار • أين تكمن قوة منتدى الحوار العالمي التاريخي، وكيف سيصنع مساحة آمنة للحوار ؟ •• إن منتدى كايسيد للحوار العالمي هو جهد متضافر لتسخير إمكانات الحوار بصفته قوة تحويلية قادرة على رأب الانقسامات وبناء توافق في الآراء بين المجموعات ذات الخلفيات المتنوعة. ولقد صُممت هذه الفعالية لتكون بوتقة تنصهر فيها الأفكار، إذ ستلتقي فيها القيادات المؤثرة من مختلف القطاعات، سواء من المجتمعات العلمانية أو الدينية، لاستكشاف دور الحوار في سياق متحول وكونه أداة قوية للتغيير. وبجمع صانعي القرار العالميين والجهات الفاعلة الدينية وقيادات القطاعات معاً، يستعد كايسيد لخلق مساحة آمنة ومنصة تعاونية لتوليد حلول مبتكرة للقضايا العالمية الملحة والاستفادة من الحكمة الجماعية والخبرة للمشاركين في المنتدى. • ما الوعود التي يضمن «كايسيد» تحقيقها من خلال منتدى الحوار العالمي التاريخي، وكيف سيسهم في تحقيق التزام عالمي بمفهوم الحوار العميق ؟ •• إذ يستعد كايسيد لعقد هذا المنتدى التاريخي في شهر مايو الجاري، يتزايد الترقب لما يعد بأن يكون فعالية تحويلية في مجال الحوار الدولي بين أتباع الأديان والثقافات. وبالجمع بين مجموعة متنوعة من كبرى القيادات العالمية والخبراء الاستراتيجيين، يرمي منتدى كايسيد للحوار العالمي إلى إنشاء منصة رائدة توظف الحوار في سياق متحول في إقامة عالم أكثر عدلاً وسلاماً واستدامة. وبالمناقشات المركزة والتعاون على حل المشكلات وتبادل الأفكار المبتكرة، يعد منتدى كايسيد للحوار العالمي بتحفيز العمل الهادف والتغيير الدائم في جميع أنحاء العالم.