وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي من اجتياحه لمدينة رفح، وتواصلت الضربات على قطاع غزة، وطلبت إسرائيل من سكان أحياء إضافية في شرق رفح إخلاءها، رغم تحذيرات دولية من شنّ هجوم شامل على المدينة، ما أجبر نحو 300 ألف فلسطيني على الفرار من المنطقة الحدودية مع مصر التي نزح إليها نحو مليون ونصف المليون شخص من قطاع غزة. ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطط ما بعد الحرب التي اقترحتها الولاياتالمتحدة بشأن قيام السلطة الفلسطينية التي تدير أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، بحكم غزة. وتعتمد هذه الخطط على التقدم نحو إنشاء دولة فلسطينية، وهو الأمر الذي تعارضه حكومة نتنياهو بشدة. ومع انقسام الحليفين المقربين، تركت غزة من دون حكومة فاعلة، الأمر الذي أدى إلى انهيار النظام العام والسماح لحماس بإعادة تشكيل نفسها حتى في المناطق الأكثر تضرراً. وأكدت مصادر فلسطينية وشهود عيان تواصل القصف العنيف خلال الليل في مخيم جباليا للاجئين ومناطق أخرى في شمال قطاع غزة، الذي تعرض لدمار واسع النطاق وعزلته القوات الإسرائيلية إلى حد كبير منذ أشهر. وحذر مسؤولو الأممالمتحدة من مجاعة شاملة. وقال سكان إن الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية قصفت المخيم ومنطقة الزيتون شرق مدينة غزة، حيث تقاتل القوات الإسرائيلية نشطاء فلسطينيين منذ أكثر من أسبوع، وقد دعوا عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الانتقال إلى المناطق المجاورة. من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، مطالبا بالإفراج غير المشروط عن جميع المحتجزين. وقال في كلمة مسجّلة خلال مؤتمر دولي للمانحين في الكويت، اليوم (الأحد): أكرر دعوة العالم إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والإفراج غير المشروط عن جميع المحتجزين، وزيادة فورية في المساعدات الإنسانية. واعتبر أن وقف إطلاق النار لن يكون سوى البداية، فطريق العودة من الدمار والصدمة التي خلفتها هذه الحرب سيكون طويلاً. وسيحتاج سكان غزة إلى شراكات أقوى وأعمق للحصول على المساعدة الإنسانية والتنمية على المدى الطويل، للوقوف على أقدامهم مجدداً وإعادة بناء حياتهم.