التحذيرات الأممية تتواصل: اجتياح رفح مأساة تفوق الوصف اعتداء مستوطنين على قافلتي مساعدات متجهة إلى غزة دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، الأربعاء، يومها ال 209، وسط قصف للطيران الحربي وللمدفعية الإسرائيلية للمربعات السكنية ومحيط مراكز الإيواء، لا سيما مدن غزة، ورفح، ودير البلح، ومخيم النصيرات، ما تسبب في سقوط مزيد من الشهداء والمصابين، وتدمير مزيد من المباني والممتلكات. وأفاد مراسل «الرياض» بارتقاء عدد من الشهداء وسقوط عدد من المصابين إثر قصف إسرائيلي استهدف بناية سكنية في شارع الجلاء وسط مدينة غزة، وهو ما أكدته مصادر طبية في مستشفى المعمداني في المدينة . وأوضحت المصادر أنه تم انتشال 3 شهداء و4 جرحى بينهم أطفال عقب قصف المنزل في شارع الجلاء. كما استهدف قصف مدفعي إسرائيلي حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وحي تل الهوا جنوب غرب، وحي الصبرة وسط المدينة. واستهدفت غارات من طائرة حربية إسرائيلية مخيم النصيرات، والمنطقة الشرقية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. كما أفادت مصادر صحية باستشهاد مواطنة متأثرة بإصابتها في قصف مدفعي استهدف شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. وفي حصيلة غير نهائية، بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان 34535 شهيدا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 77704 جرحى. مصممون للتوصل إلى وقف لإطلاق النار أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء في تل أبيب تصميمه على التوصل «الآن» إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس على أن يكون مرفقا بالإفراج عن رهائن داعيا الحركة الفلسطينية إلى قبول آخر اقتراح مطروح على الطاولة. وأعاد بلينكن التأكيد على معارضة واشنطن لشن هجوم إسرائيلي على مدينة رفح المكتظة خلال محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي تعهد بالمضي قدما بهذا الهجوم. في الشهر السابع للحرب المدمرة في قطاع غزة التي بدأت إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس في الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر، لم يتراجع القصف والغارات الجوية التي راح ضحيتها خلال 24 ساعة حتى صباح الأربعاء، 33 شهيدا على الأقل بحسب وزارة الصحة. لم تعطِ حماس ردها بعد على اقتراح ينص على وقف الأعمال الحربية مدة 40 يوما، وكذلك تبادل رهائن محتجزين في غزة مقابل أسرى فلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل. وبعد اجتماع الاثنين في القاهرة مع ممثلي مصر وقطر، وصل وفد من حماس إلى الدوحة لدرس مقترح الهدنة الجديد ويرتقب أن يعطي رده في «أسرع وقت ممكن» بحسب مصدر قريب من الحركة. وقال بلينكن خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ في تل أبيب «حتى في هذه الأوقات الصعبة، نحن مصممون على التوصل إلى وقف لإطلاق النار يعيد الرهائن إلى ديارهم والتوصل إليه الآن. ويأتي هذا المقترح بعد أشهر من الجمود في المفاوضات غير المباشرة بعد هدنة مدتها أسبوع في نهاية نوفمبر، سمحت بالإفراج عن نحو 105 رهائن بينهم 80 إسرائيليا ومزدوجي الجنسية في مقابل 240 أسيرا فلسطينيا. وتطالب حماس بوقف دائم لإطلاق النار قبل أي اتفاق وهو ما ترفضه إسرائيل التي تؤكد عزمها على شن هجوم بري في رفح (جنوب) التي يكتظ فيها مليون ونصف مليون فلسطيني معظمهم نزحوا من الشمال بسبب الحرب. جحيم إنساني واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الحرب تسببت «بجحيم إنساني» في غزة المهددة بالمجاعة. وبعدما تحمّلت برد الشتاء، تعاني الأسر النازحة في رفح الآن من ارتفاع درجات الحرارة وخطر انتشار الأمراض، مع حرمانها من المياه الجارية. وتصل المساعدات الدولية التي تخضع لتفتيش إسرائيلي صارم بكميات ضئيلة غير كافية نظرا إلى الحاجات الهائلة لسكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة. وتمارس الولاياتالمتحدة ضغوطا على إسرائيل لتسهيل دخول المساعدات براً، كما بدأت بإنشاء رصيف عائم قبالة ساحل غزة لإنزال المساعدات التي تصل بالسفن. من جانب آخر، أعادت إسرائيل فتح معبر إيريز (بيت حانون). التحذيرات الأممية تتواصل تزامنا مع التشكيك الإسرائيلي في قدرة جيش الاحتلال على تحقيق أهدافه في هجومه المحتمل على مدينة رفح جنوب قطاع غزة والمتمثلة بالقضاء على حركة حماس وتحقيق «نصر مطلق»؛ تتواصل التحذيرات الدولية والأممية من هذا الاجتياح الذي يثير مخاوف كبيرة على حياة نحو 1.4 مليون فلسطيني يتواجدون في المدينة الحدودية. وحذر مسؤول عمليات الإغاثة في الأممالمتحدة مارتن غريفيث، من أن اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي لرفح المكتظة بالسكان سيكون مأساة تفوق الوصف. وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة في بيان، إن «الحقيقة هي أن شن عملية برية في رفح سيكون ببساطة مأساة تفوق الوصف.. ما من خطة إنسانية بإمكانها أن تعكس هذا الواقع، وكل ما عدا ذلك هو مجرد تفاصيل». وفي وقت سابق، أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مجددا عزمه على اجتياح مدينة رفح التي يزعم أنها آخر معقل لحركة حماس في قطاع غزة. من جانبه حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن الهجوم على رفح سيكون له تأثير مدمر على الفلسطينيين بغزة وتداعيات خطيرة على المنطقة. ودعا إلى ضرورة إجراء تحقيق شامل ومستقل في المقابر الجماعية التي تم العثور عليها في قطاع غزة. وقال: «يجب علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لتفادي مجاعة من صنع الإنسان يمكن منعها تماما كما لا يجوز استهداف القوافل والمرافق الإنسانية والأفراد والأشخاص المحتاجين». وقال الرئيس السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين، إن «إسرائيل تعلن عن أشياء لا تلتزم بها مثل (لا توجد قوة ستمنعنا من دخول رفح)، و(المهمة لن تكتمل حتى ندخل رفح) و(الانتصار على بُعد خطوة)، ومثل هذه التصريحات المثالية مسروقة من قادة آخرين». واستبعد كوهين، في لقاء مع القناة ال12 العبرية، إمكانية تصفية حكم حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة بشكل تام، قائلا: «هذا لا يحدث حسب تقديري». وأعلن يسرائيل زيف، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقا أنه لا يؤيد عملية عسكرية في رفح «دون أن يكون هناك من يمكن تسليمه السيطرة على المنطقة بعد العملية». وأضاف زيف في مقابلة إذاعية: «ليس لدي شك في أن حماس أعدت لنا هناك مصيدة استراتيجية». ومن جهته، صرح عاموس يدلين، وهو رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقا بأن «حركة حماس تصر على موقفها لأنها تحررت من كل الضغوط، فلا ضغط عسكريا، ولا ضغط مساعدات إنسانية». وأضاف يدلين «بفضل حكومة نتنياهو لا يوجد بديل لحماس في قطاع غزة، أي نظام آخر، وهم يستمتعون بالتوتر الحاصل بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل»، مشيرا في تصريح للقناة ال12 إلى أن الأمور تتقدم بالاتجاه الذي تريده حماس، والتي قال إن لديها خط دفاع يتمثل في الأسرى. والفكرة نفسها أشار إليها أمنون أبراموفيتش، وهو مراسل الشؤون السياسية في القناة ال12، بقوله «إن إسرائيل لم تجد بديلا منظما لحماس خلال 5 أشهر ونصف الشهر، ولم تتمكن من تفكيك قوتها التنظيمية». قنابل تذيب جثث الضحايا طالب المرصد «الأورومتوسطي» لحقوق الإنسان، بتشكيل لجنة تحقيق دولية حول الأسلحة التي تستخدمها «إسرائيل» في قطاع غزة، بما في ذلك احتمالية استخدامها قنابل تولد حرارة شديدة تؤدي إلى تبخر أجساد الضحايا. وقال المرصد في بيان له، إن «شهادات وثقها ومعلومات أولية جمعها، كشفت جانبا مخفيا من المستويات المروعة للقتل الذي تمارسه إسرائيل في القطاع، يتعلق بتبخر أو انصهار أجساد الضحايا بفعل قنابل تسقطها الطائرات الحربية على المنازل». وأضاف أن «لجوء جيش الاحتلال إلى إحداث دمار هائل في المربعات السكنية خلال عدوانه المتواصل على القطاع، والأعداد الضخمة من القتلى والمصابين، يثير مخاوف من احتمال استخدامه أسلحة حرارية أو ما يعرف باسم (القنابل الفراغية)». وأوضح المرصد في بيانه، أن «آلاف الضحايا ما يزالون في عداد المفقودين إما لعدم القدرة على انتشالهم من تحت الأنقاض، أو لعدم العثور على جثامينهم في أماكن أزيلت منها الأنقاض، أو لإخفائهم قسرا من جيش الاحتلال». ولفت إلى أنه «وثق حالات لضحايا ارتقوا في غارات للاحتلال على مبان سكنية ومرافق حيوية، ولدى محاولة انتشال جثثهم اتضح أن الجثامين تحولت إلى رماد، ومن بينهم ضحايا المقبرة الجماعية التي عثر عليها في مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب القطاع، ما يثير علامات استفهام بشأن ماهية القنابل المستخدمة في هذه الهجمات». وأكد المرصد، أن «التقديرات الأولية تفيد بأن احتمال تحول الجثث إلى رماد بعد وقت قصير من الوفاة يعود إلى قنابل حرارية يستخدمها جيش الاحتلال، وهو ما يستدعي فتح تحقيق دولي لتقديم وصف دقيق لنوعية السلاح الذي يستخدمه الاحتلال». وذكر أن «القانون الدولي الإنساني يحظر استخدام القنابل الحرارية وفقا لاتفاقيات لاهاي لعامي 1899 و1907 واتفاقيات جنيف لعام 1949، ويعد استخدام هذا النوع من القنابل جريمة حرب وفقا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية». اعتداء مستوطنين على قافلتي مساعدات أدانت الحكومة الأردنية بأشد العبارات اعتداء مستوطنين إسرائيليين متطرفين على قافلتي مساعدات أردنية تحملان الغذاء والطحين ومساعدات إنسانية أخرى إلى قطاع غزة. وعدت وزارة الخارجية الأردنية فشل الحكومة الإسرائيلية في حماية قافلتي المساعدات والسماح بالاعتداء عليهما، خرقاً غاشماً لالتزاماتها القانونية، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ولالتزاماتها السماح بدخول المساعدات إلى غزة. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة، إن اعتداء المتطرفين على القافلتين وفشل السلطات الإسرائيلية في تأمين الحماية لهما، ينسفان كل ادعاءات الحكومة الإسرائيلية والتزاماتها السماح بدخول المساعدات إلى غزة من أي معبر، بما في ذلك معبر إيريز، محمّلاً السلطات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة. ودعا السفير القضاة، المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف دولي واضح يدينها ويفرض على إسرائيل تلبية التزاماتها القانونية، وتأمين حماية قوافل المساعدات والمنظمات الأممية التي تعمل على استلامها وتوزيعها، موضحاً أن القافلتين تابعتا مهمتهما، بعد ذلك رغم الاعتداء، انطلاقاً من الحرص على إيصال المساعدات إلى غزة في ضوء الكارثة الإنسانية التي تواجها، ووصلتا وجهتيهما. اعتقال أكثر من ثمانية آلاف فلسطيني اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيليّ صباح الأربعاء (20) مواطناً فلسطينيا على الأقل من الضّفة، بينهم طفل، وأسرى سابقون. وقالت «هيئة الأسرى والمحررين» ونادي الأسير الفلسطيني» في بيان مشترك، تلقته «الرياض»، الأربعاء، إن «عمليات الاعتقال توزعت على محافظات الخليل، قلقيلية، بيت لحم، رام الله، طوباس، نابلس، أريحا، والقدس، وإلى جانب ذلك تواصل قوات الاحتلال تنفيذ عمليات تنكيل، واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، بالإضافة إلى عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين». وأكد البيان أن قوات الاحتلال «اعتقلت عشرات العمال من الضّفة، على خلفية الدخول بدون تصريح على الأراضي المحتلة عام 1948 للعمل، ولم يتسّن لنا معرفة أعدادهم وهوياتهم». وأشار إلى أن «حصيلة الاعتقالات منذ بدء العدوان على غزة، بلغت أكثر من (8535)، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن». ونوه إلى أنّ «حملات الاعتقال المتواصلة والمتصاعدة بشكل غير مسبوق، تأتي في إطار العدوان الشامل على شعبنا، والإبادة المستمرة في غزة، بعد السابع من أكتوبر، والتي استهدفت كافة الفئات من الأطفال، والنساء، وكبار السن، والمرضى، والعمال، وبشكل غير مسبوق».