كشفت مصادر عراقية أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يخطط للعودة إلى المشهد السياسي بعد نحو عامين من الانسحاب من المشهد العراقي. ونقلت وكالة «رويترز» في تقرير لها أن عودته المتوقعة ستكون على الأرجح في الانتخابات البرلمانية عام 2025، ما يهدد النفوذ المتزايد للمنافسين، ومنهم أحزاب شيعية وفصائل مسلحة عراقية. وقال نائب سابق عن التيار الصدري «هذه المرة لدى التيار تصميم أقوى من ذي قبل على الفوز بعدد أكبر من المقاعد لتشكيل حكومة أغلبية»، رغم أن القرار النهائي للترشح لم يُتخذ رسميا. يذكر أن التيار الصدري فاز في الانتخابات البرلمانية عام 2021 لكن الصدر أمر نوابه بالاستقالة، ثم أعلن في العام التالي الانسحاب بشكل نهائي من العملية السياسية في البلاد بعد أن أحبطت أحزاب منافسة محاولته تشكيل حكومة أغلبية مع الأحزاب الكردية والسنية فقط. عاد الصدر إلى دائرة الضوء منذ مارس. أولا، عقد اجتماعا نادرا مع علي السيستاني، المرجع الأعلى لشيعة العراق الذي اضطلع بدور محوري في إنهاء اشتباكات دامية بين الشيعة في عام 2022 قبل انسحاب الصدر من الساحة السياسية. وقالت ستة مصادر من التيار الصدري إن الصدريين يفسرون اللقاء الذي جرى في 18 مارس الماضي بين مقتدى الصدر والمرجع على السيستاني، الذي ينأى بنفسه عن المشهد السياسي المعقد ولا يلتقي عادة بالسياسيين، على أنه تأييد ضمني. وقال مقرب من السيستاني إن الصدر تحدث عن عودة محتملة إلى الحياة السياسية والبرلمان وخرج من هذا الاجتماع المهم «بنتيجة إيجابية». وبعد أيام من الاجتماع، دعا الصدر نواب الكتلة الصدرية الذين استقالوا عام 2021 لتجميع صفوفهم والتواصل مجددا مع القاعدة السياسية للتيار. وأفاد مصدر مقرب منه بأن الصدر أعاد بعد ذلك تسمية التيار ليحمل اسم «التيار الوطني الشيعي»، في انتقاد مُبطن للفصائل المنافسة التي يعتبرها غير وطنية وتدين بالولاء لإيران، وكذلك في محاولة لحشد قاعدته الشعبية. وفيما يخشى مراقبون حدوث حالة ارتباك جراء عودة الصدر إلى المشهد السياسي، يعتقد آخرون إنه قد يعود أكثر تواضعا بسبب هزيمة أنصاره خلال مواجهات مسلحة مع فصائل منافسة، وكذلك النجاح النسبي الذي حققته حكومة بغداد الحالية، بما في ذلك موازنة العلاقات مع إيران والولايات المتحدة. وقال سياسي بارز من الصدريين إن التيار قد يسعى إلى التحالف مع بعض الفصائل الحاكمة، مثل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي يحظى بشعبية كبيرة، مع استبعاد آخرين بما في ذلك منافسه اللدود قيس الخزعلي زعيم (عصائب أهل الحق). ولفت السياسي الصدري إلى أن هناك فصائل في الإطار تربطنا بها علاقات طويلة الأمد ويمكن أن نتحالف معها قبل الانتخابات أو بعدها. ما لا نقبله هو الدخول في اتفاقيات مع الفصائل الفاسدة. وفي مدينة الصدر، وهي معقل مترامي الأطراف للتيار، ينتظر كثيرون عودة الصدر على أمل أن يترجم ذلك إلى فرص عمل وخدمات.