يقول سمو ولي العهد في مقابلته مع مجلة (أتلانتك) الأمريكية في شهر مارس 2022: «هناك العديد من الناس الذين يريدون أن يتأكدوا من أن مشروعي، مشروع رؤية السعودية 2030 يفشل، ولكنهم لن يستطيعوا المساس به، ولن يفشل أبداً، ولا يوجد شخص على هذا الكوكب يمتلك القوة لإفشاله»، وهذه الثقة من سموه نابعة من إيمان عميق بأن هذا الوطن العظيم، وشعبه الكريم، يملك الكثير من المقومات والإمكانات والقدرات البشرية المميّزة، ومع هذا الإيمان هناك عمل كما يقول سموه: «ليس له نهاية.. مجرد الركض المستمر لخلق المزيد من خطوط النهاية». حينما طرح سمو ولي العهد مشروع رؤيته في 2016 لم يكن مجرد حديث نستهلكه، أو أحلام نتخيلها، أو طموحات ووعود لسنا جديرين بتنفيذها، ولكنها حقيقة أثبتتها لغة الأرقام اليوم، والمنجزات التي رسمت ملامح سعودية جديدة هي الأسرع نمواً بين دول مجموعة العشرين، والأكثر تقدماً وانفتاحاً على العالم، وإصلاحاً في هياكلها المالية والاقتصادية، وتنافسية للوصول إلى المكان اللائق بها. الأمير محمد بن سلمان وضع السعودية على طريق آخر مختلف تماماً عن ما عهده العالم والسعوديون أنفسهم، ووقف بنفسه على هذا الطريق توجيهاً ومتابعة وإنجازاً، وهو ما أثمر اليوم عن العديد من البرامج والمبادرات والمشروعات، وجذب الاستثمارات، وتحفيز الصناعات، وتطوير القطاعات الاقتصادية الواعدة، إلى جانب رفع جودة الخدمات، وزيادة نسبة المحتوى المحلي والصادرات السعودية غير النفطية. حينما يقول سموه في حوار مع قناة (فوكس نيوز) الأمريكية في سبتمبر 2023: «السعودية أعظم قصة نجاح في القرن ال21.. ووتيرة تقدمنا ستستمر بسرعة أعلى، ولن تتوقف أو تهدأ ليوم واحد»، ويضيف: «الشعب السعودي مؤمن بالتغيير وهم من يدفعون لذلك.. وأنا واحد منهم»؛ ندرك عن أي قائد نتحدث، وعن أي رؤية نريد تحقيقها، وعن أي مستقبل ينتظرنا، والأهم عن أي وطن نريد أن يكون في العالم الأول. لغة الأرقام تحدثنا بعد ثمانية أعوام من رؤية 2030 عن تحقيق وتخطي العديد من المستهدفات خلال عام 2023، ومن أبرز تلك الأرقام تسجيل الأنشطة غير النفطية لأعلى مستوى تاريخي لها وبلغت 50% من إجمالي الناتج المحلي، كما وصل عدد السعوديين في سوق العمل لأكثر من 2.3 مليون، ونسبة البطالة 7.7، وتجاوز عدد السيّاح أكثر من 100 مليون سائح، و13.5 مليون معتمر، كذلك بلغت قيمة الاستثمار بالمصانع القائمة في القطاع الصناعي السعودي ما يقارب 1.5 تريليون ريال، والقوة الاقتصادية التي يمتلكها صندوق الاستثمارات العامة والصندوق الوطني. وفي المقابل تتواصل مراحل تنفيذ 44 مشروعاً نوعياً لمشروعات الرؤية؛ وأهمها نيوم، والدرعية، والقدية، والبحر الأحمر، والعلا، وغيرها، إضافة إلى المنجزات التي تحققت باختيار المملكة لاستضافة معرض إكسبو 2030، وتنظيم كأس العالم 2034. نحن بعد ثمانية أعوام نقرأ المستقبل بثقة واطمئنان؛ بأن رؤية السعودية 2030 ليس في قاموسها المستحيل، وما زال للمجد بقية، والقادم أكثر وأكبر مما تتحقق، والشواهد في كل منطقة حاضرة وشاهقة، ونحن في أمن وأمان وازدهار.