صورة وصلتني من بلدي الحبيب إلى مقر بعثتي الدراسية بمصر.. إنها لابني «قُصي» حاملاً وردة تشبهه في البهاء.. همست لنفسي وحيداً بصوت خافت: غداً تكبر يا صغيري الجميل وتزرع مستقبلك الباهر.. عقبها بُحت بجملة: هنيئاً لوردة حملتها في يدك الأنيقة.. وحين تمعنت أكثر في صورتك التي حملت ابتسامك المشرقة من تحت عينيك الساحرتين؛ دعوت الخالق سبحانه أن يمنحك مستقبلاً زاهراً، ويحقق لك حلماً نحو الحياة ببريق من الأمل.. إنها مشاعر أب تجاه ابنه.. أبٌ كل طموحه في الحياة أن يشاهد أبناءه في حياة مليئة بالنجاح والتوفيق. تلك الصورة أوحت إليَّ بهمستين في أذن أبناء الوطن الغالي: أولها: للآباء.. نمُّوا روح الطفولة في أبنائكم بالحب والعطاء والابتكار.. اصنعوا منهم عقولاً قادرة على صناعة الحياة بتميز.. استثمروا إمكاناتهم بمعاملتهم كأصدقاء فيتطوروا.. فحين تكونون سنداً لهم في صغرهم يكونون لكم عكازاً في كبركم. ثانيها: للأبناء.. المستقبل ينتظركم لنفتخر بكم.. قيادتكم الحكيمة سخرت كل الإمكانات لبناء لبنة مستقبلكم.. الوطن ينتظركم لصناعة بلد عربي مسلم ينافس دول العالم الأول. إن استطعنا أن نحقق تلك المعادلة بين الآباء والأبناء، يصبح مستقبل أولادنا في أبهى حلة، وأجمل صورة، وأرقى مكانة.. تلك هي الحكاية والعبرة والنجاح المبهر نحو التميز.