العنود عبدالحكيم، ممثلة فازت كأفضل ممثلة بmbc وأفضل ممثلة على مستوى المملكة، كما فازت كأفضل ممثلة على مستوى الوطن العربي بسينما هوليوود. حازت شهرة واسعة منذ وقت مبكر في حياتها، حضورها لافت في العديد من الوسائط، وأداؤها غني بالإبداع في كل عمل تقوم به. لها عدة أعمال ومسلسلات وأفلام. اقتحمنا عالمها الخاص بعد الاستئذان، وخرجنا لقراء «عكاظ» بالحصيلة التالية: تعب الولادة • متى كانت ساعة القدوم للدنيا ليلاً أم نهاراً؟ وهل بكيتِ عند ولادتك؟ •• في النهار، وبكيت طبعاً، البكاء سلوك طبيعي للأطفال حديثي الولادة، وهو أول وسيلة تواصل لهم مع العالم الخارجي بعد تسعة أشهر في بطن الأم. • من كانت قابلتكِ؟ ومن الذي اختار لكِ اسمكِ؟ •• وُلدت بعملية قيصرية، وربما هذا الجزء المحزن في القصة، جميعنا في الأسرة وُلدنا بعمليات قيصرية، وهذا التعب الذي سببناه لأمي هو دين نقضيه لها كل يوم ولا يكفي. أما بخصوص تسميتي، فأمي من سمتني، والتسمية أول مكافأة تحصل عليها بعد تعب الولادة. • كم ترتيبكِ بين إخوتكِ؟ •• أكبر إخواني جميعاً؛ ابنتان أنا وندى، وولدان. • ماذا في ذهنكِ من شقاوة الطفولة؟ •• الطفولة شقاوة، عشت القليل منها فقط، ثم يبدو أنني كبرت أسرع مما هو معتاد، وللتمثيل دور في حياكة شخصيتي لأظهر أكبر من عمري. • هل احتفلت أسرتكِ بقدومكِ؟ ما نوع الاحتفال؟ وما سببه؟ •• كنت البكر، وأول فرحة كما يُقال، وإن كان في قدومي صعوبة نتيجة العملية، إلا أنها جعلت الفرحة فرحتين؛ فرحة الولادة وفرحة السلامة من العملية لي ولأمي. الرياض.. بيتي الكبير • ما الذي تحتفظ به ذاكرتك من القرية، المدينة، الحي؟ •• أنا ابنة مدينة، فيها وُلدت ودرست وكبرت، وفيها أيضاً وُلدت هوايتي الفنية، ووجدت نفسي وطورت منها، أما الحي فهو بالنسبة لنا -كما هو الحال بالنسبة- لكل طفل؛ المكان الثاني بعد المنزل الذي نمارس فيه بدايات الشغف في الهواية، وهذا الأمر يتساوى فيه الطفل والطفلة، فكلنا حينها لا نزال صغاراً، لكن تظل الرياض بكبرها عاصمة كما يراها الناس، وبيتي الكبير وحيي الجميل كما أراها أنا، أما القرية فعلاقتي بها شبه معدومة. • ماذا يعني الانتماء للمهنة أو الحرفة التي تعملين بها؟ •• أراه انتماءً للهواية أولاً، وتجسيداً للموهبة، قبل أن تكون مهنة تمثيل، والمهنة التي تأتي مسلحة بالهواية ومعززة بالموهبة يكون الوجود فيها ممتعاً وسهلاً، والإنجاز فيها متاحاً حتى بلوغ أكبر الأهداف. حضوري في «الديرة» • على ماذا استيقظ وعيكِ المبكر من الأحداث والمواقف والناس؟ •• استيقظَ على كوني ابنةً كبرى، كنت صغيرة السن لكن حمّلتني أمي مسؤوليات كثيرة داخل البيت، لم تنتظر إلى حين بلوغي سناً معينة، بل سارعت إلى غرس تحمل المسؤولية فيَّ، ومن الأحداث التي استحضرها جيداً حضوري في برنامج (الديرة)؛ وهو برنامج مشهور في حينه، وكان يُعرض على القناة الأولى، وكنت في الخامسة من عمري، ما زال عالقاً في ذهني لكونه أول حضور لي في الشاشة. وفي ما يخص الناس عند دخولي مجال التمثيل، ورغم أن أمي كانت معي في كل خطوة ولحظة، لكنني أيضاً احتفظ بمواقف كبيرة وداعمة لأشخاص لا يتسع المجال لذكرهم هنا، كانوا داعمين لي، مساندين، آمنوا بي، وقدموني في مشاركات وأعمال كنت فيها عند حسن ظنهم بي. • كيف كان أوّل يوم صيام في حياتكِ؟ وهل كان موسم صيف؟ •• مثل كل طفلة وطفل الصوم بالنسبة لنا مثله مثل الصلاة، نتعلم الصلاة في الصغر قبل أن تكون مفروضة علينا وكذلك الصوم، كنا نصوم نصف يوم، ثم يوماً بعد يوم، وهكذا حتى جاء العام الذي شهدت صيام رمضان فيه كاملاً، حينها كنت في السابعة من عمري. • ما موقف والدتكِ ووالدكِ من صومك المبكر؟ وهل أذنَا لك -أو أحدهما- بقطع الصيام بحكم الإرهاق؟ •• في العادة العائلة تحرص على تشجيع صغارها على الصيام، لكن يفعلون هذا بالتدريج، على حسب قدرتنا على التحمُّل، وهكذا كان والدي ووالدتي، قد نصوم ساعات فقط في أيام، ثم نقطع ليوم، وقد نصوم يوماً آخر ونقطع يوماً، وهكذا، والصيام بالنسبة لنا كصغار كان مثل التدريب، صيام الساعة هو تدريب لنعتاد منه على صيام ساعات أكثر، وهكذا كانت منهجية والدي ووالدتي في تدريبنا على الصيام. أنا الحنين والحزن • على ماذا كانت تتسحر الأسرة في ذلك الوقت؟ •• الوجبات الشعبية المطبوخة في المنزل في وجبة السحور لها حضور دائم وخصوصاً الكبسة، حينها لم يكن للوجبات السريعة قبول ولا حضور كبير، وكذلك تحرص الأسر على أن يكون طعام رمضان من المنزل، وهذا الأنسب لرمضان سواء في السحور أو الإفطار. • ما النشاط المنزلي الذي كنتِ تُكلّفين به؟ •• الطبخ، وهذا تعلمته باكراً، وقبله كان تنظيف المنزل. • أي فرق أو ميزة كنت تشعرين أنك تتمايزين بها عن أقرانك؟ •• هوايتي في التمثيل، كنت أراها ميزة لي عن أقراني في المدرسة والحي، ودائماً ما كان إيماني بنفسي وهوايتي وموهبتي علامة فارقة لي، والشعور بهذه الأمور وإيمان الشخص بها يعطيه إحساس التميز، وليس في هذا استعلاء على الغير أو انتقاص منهم، لكن هي الرغبة في أن أصنع لنفسي اسماً لامعاً في مجال هواياتي. • من تتذكرين من زملاء الطفولة؟ •• كثيرات، والأفضل ألا أذكر اسماً بعينه حتى «لا تزعل» أخريات لم أذكرهن. • لماذا يسكننا حنين لأيامنا الأولى في الحياة؟ •• أنا ما زلت في مرحلة يمكن اعتبارها ضمن أيامي الأولى، أو بشكل أصح، في آخر أيام مرحلتي الأولى مودعة الطفولة إلى مرحلة جديدة، وربما ما زلت مبتهجة بهكذا نقلة في حياتي، يبدو الأمر باكراً على الحنين لمرحلة فارقتها للتو، لكن شعور الحنين سيأتي يوماً ما، وحرصت على توثيق ما مضى من أيامي؛ سواء بشكل شخصي، أو حتى أعمالي التي قمت بها، وعندما يأتي الحنين سيكون لديه الكثير للشعور بحزن تجاهه. • كيف تقضين يومك الرمضاني؟ •• يومي عبادة ونوم وشغل في البيت، ومتابعة أعمالي التي تُبث في رمضان. جدتي.. مواقف لا تُنسى • ما المواقف العالقة بالذهن والعصيّة على النسيان؟ •• المواقف مرتبطة بجدتي؛ بعضها مُفرح وبعضها محزن؛ المفرح هي المواقف التي عشناها معها، جدتي بحبها لي أولاً، وعطفها وحنانها تركت في داخلي أثراً لا يُمحى، والمحزن هو وفاتها، ولا يقتصر على كونه موقفاً محزناً، بل هو حدث هزّ كياني، وأحدث في نفسي فراغاً كانت هي وحدها من يملؤه. • أي الطبخات أو الأكلات أو الأطباق تحرصين على أن تكون على مائدتكِ الرمضانية؟ •• الشوربة والسمبوسة واللقيمات، وجودها ضروري في المائدة الرمضانية. • هل تتابعين برامج إذاعية أو تلفزيونية؟ وما هي؟ •• في الحقيقة لا أتابع برامج محددة. • لماذا يتناقص عدد الأصدقاء كلما تقدم بنا العمر؟ •• التقدم في العمر يأتي بأولويات مختلفة ومسؤوليات جديدة، وبالتالي هناك ما يشغل المرء عن كثير من الأشياء التي كان مرتبطاً بها في مراحل عمره الأولى، بالنسبة لي ما زلت في بداية عمري، وبداية تكوين صداقات جديدة، مستمدة من الوسط الفني الذي أُوجد فيه، إضافة إلى صديقات الطفولة والمدرسة. • ما حكمتكِ الأثيرة؟ وبيت الشعر الذي تترنمين به؟ واللون الذي تعشقين؟ •• حكمتي في مجالي المهني تقول: أتقن عملك تحقق أملك. وبالنسبة للشعر: إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة فلا خير في خل يجيء تكلفا سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا ولوني المفضل هو الأسود ثم البرتقالي. • هل لكِ ميول رياضية؟ وما فريقكِ المفضل؟ •• ليس لي اهتمام كبير بالرياضة، لكن عند حضورها أو عند مناسبتها يكون الهلال هو الفريق الذي أشجعه. • أي زمن أو عصر كنت تتمنين لو أنكِ عشت فيه؟ •• العصر الذي نعيشه حالياً هو أجمل من عصور سبقته، الحياة سهلة وميسرة، والنعم كثيرة، أسلافنا الذين مضوا لم يحظوا بما نحظى به الآن، وأنا كممثلة عندما أُجسد أدواراً في مسلسلات تحكي فترات قديمة أرى شظف العيش الذي عاشوه، وكيف أن حياتهم كانت صعبة إلى حد لا نستطيع نحن عيشه، لكن كل مرحلة يعتاد المرء فيها على حياته وما هو متوفر له فيها.