كشفت معلومات استخباراتية أمريكية أن إسرائيل لم تحرك قوات برية أو معدات باتجاه مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ما يشير إلى أن التوغل البري الذي يعتزم جيش الاحتلال شنه ليس وشيكا. ونقلت شبكة «إن بي سي» عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية اعتقادهم أن إسرائيل ستؤجل غزوها البري لرفح عدة أسابيع على الأقل، وعزوا السبب إلى أن كثيرا من موارد إسرائيل تتركز في أماكن أخرى في غزة. وأفاد المسؤولون بأن الولاياتالمتحدة لم تتلق حتى (الخميس) الماضي خطط الجيش الإسرائيلي للعملية العسكرية في رفح أو إستراتيجيته لإجلاء نحو 1.5 مليون مدني. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمر في فبراير الماضي بتعبئة جنود الاحتياط استعدادا لشن عملية برية عسكرية في رفح، التي أصبحت الملاذ الأخير لآلاف النازحين الذين هجّرتهم الحرب من مناطق عديدة بالقطاع. وأثار الإعلان عن الاستعدادات لاجتياح رفح، وما رافق ذلك من قصف على المدينة إدانة دولية واسعة، وطالبت دول ومنظمات عديدة تل أبيب بوقف عملياتها العسكرية الوشيكة على المدينة، ودعا الرئيس جوبايدن إسرائيل لإعداد خطة لحماية المدنيين قبل انطلاق العملية العسكرية. إلا أن نتنياهو واصل إصراره على اجتياح المدينة، وقال في العاشر من فبراير الماضي إنه أصدر توجيهات لجيش الاحتلال بالتخطيط لإجلاء مئات الآلاف من سكان المدينة قبل الاجتياح البري المرتقب. وزعم في مقابلة لقناة «إيه بي سي نيوز»، أن جيش الاحتلال سيضمن «ممرا آمنا» للمدنيين قبل الهجوم المرتقب، وقال إن هناك مناطق في شمال رفح «تم تطهيرها ويمكن استخدامها مناطق آمنة للمدنيين»، وفق تعبيره.وتوعد بالسيطرة على رفح التي وصفها ب«المعقل الأخير لكتائب حماس». وكانت حركة حماس حذرت من وقوع مجزرة في رفح التي تؤوي أكثر من مليون نازح فلسطيني. وحمّلت في بيان الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن سلامة سكان المدينة. وحذّر مسؤول السياسة الخارجيّة بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من الهجوم الإسرائيلي المرتقب على رفح، وقال إنّه سيخلف «كارثة إنسانيّة لا توصف».