ضجرنا من وجود دخلاء عالم الكتابة والتأليف، فهذه المهنة الطاهرة الجسيمة في فحواها -لو نتفكر بها لوهلة- تربي أجيالاً وتبني أوطاناً وتبدل أفكاراً كانت على حافة الانحراف، فليس بوسعنا أن نجعلها كأي حرفة شاء من شاء ودخل إلى عالمها، وأبى من أبى فاضمحل عنها.. لا نريد أن نرى هذه الصَنعة بمثابة «أصابني الملل اجعلوني كاتباً». إلى الجهات المسؤولة عن الكتَّاب؛ اجعلوا هناك «كرت» بمواصفات منتقاة لا يمنح إلا لمن استغرق بهذه المهنة خمس سنوات، ونرى أسلوبه وتمام معرفته التامة بهذا العالم الراقي، وإلا ستصبح مهنة العابرين، أو ببساطة بالغة «مهنة من لا مهنة له». شرف هذه الصَنعة جسّده ديننا في القرآن الكريم حين أقسم بالقلم (ن والقلم وما يسطرون).. أأعظمُ مِنْ هذا الشرف؟ أأنقى من هذا الأثر؟ تذكروا: نحن لا نصارع الحياة للبقاء، بل نفعل ذلك لأبدية الأثر الصالح.