للمرة الثالثة على التوالي منذ اندلاع الحرب، أجهض «الفيتو» الأمريكي مشروع قرار عربي يدعو مجلس الأمن إلى إقرار وقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية تحترمه جميع الأطراف، يرفض التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين، ويدعو إلى وضع حد لهذا الانتهاك للقانون الدولي. تزامنت العرقلة الأمريكية، التي جاءت في وقت متأخر من مساء أمس (الثلاثاء)، مع اكتمال اليوم ال137 للحرب على القطاع المنكوب الذي تجاوز عدد ضحاياه 29 ألف قتيل معظمهم من النساء والأطفال، وتهجير معظم السكان وهدم معظم منازلهم. ومن بين 15 دولة هم أعضاء المجلس بينهم 5 دائمي العضوية، اختارت بريطانيا الامتناع عن التصويت، لتتبقى 14 دولة، وافقت 13 منها على القرار ورفضته دولة واحدة هي الولاياتالمتحدة، التي تمتلك حق النقض (الفيتو) لتجهض القرار، من دون أن تكون هناك قيمة لأصوات الآخرين. وفي تبرير لا ينطلي على أحد، زعمت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة ليندا توماس غرينفيلد، أن مشروع القرار المعروض على المجلس لن يحقق هدف السلام المستدام. وسارع المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إلى تقديم مبررات لا تختلف كثيراً، عندما قال إن واشنطن لا تعتقد أن الوقت قد حان لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، مضيفاً أن أي وقف دائم لإطلاق النار سيسمح باستمرار سيطرة حماس على القطاع. وأضاف أن بلاده تؤيد وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار لمدة أسبوع على الأقل قابل للتمديد لمدة تصل إلى 6 أسابيع، من أجل إطلاق حماس سراح الأسرى لديها وإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية. وادعي كيربي أن هذا الخيار أكثر قابلية للتطبيق. وقوبل الموقف الأمريكي باستهجان كبير، إذ دانته فلسطين واعتبرت أنه يتحدى إرادة المجتمع الدولي ويعطي ضوءاً أخضر إضافياً لدولة الاحتلال لمواصلة عدوانها على الشعب الفلسطيني. وأعربت الرئاسة الفلسطينية عن استغرابها من استمرار الرفض الأمريكي لوقف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني. وعبرت الصين على لسان مندوبها الدائم لدى الأممالمتحدة تشانغ جون عن «خيبة أملها الشديدة» إزاء عرقلة الولاياتالمتحدة مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية، مضيفاً أن على المجلس الضغط من أجل وقف إطلاق النار الذي وصفه المندوب الصيني بأنه «التزام أخلاقي لا يسع المجلس التهرب منه». وقال تشانغ إن «الفيتو» الأمريكي يبعث برسالة خاطئة، ويدفع الوضع في غزة إلى مستوى أكثر خطورة«، مؤكداً أن الاعتراض على وقف إطلاق النار في غزة «لا يختلف عن إعطاء الضوء الأخضر لاستمرار المذبحة». وحذر المندوب الصيني من أن امتداد الصراع يزعزع استقرار الشرق الأوسط، ما يزيد من مخاطر نشوب حرب أوسع نطاقاً.