ارتبط في أذهان المدخنين أن انعكاسات خطورته قد تكون محصورة على أمراض السرطان والقلب، ولكن قبل الوصول إلى تلك الإصابات هناك ما هو أهم؛ فالمدخن مع أيام تدخينه يبدو مُسناً رغم أنه في مقتبل الشباب. «التدخين» تأثيره كبير على المظهر الخارجي للفرد، ويتضح الارتباط بين التدخين وتلف الجلد مع تغير المظهر، لأنه يؤثر على الدورة الدموية، إذ إنه (أي التدخين) يجعل الأوعية الدموية أكثر ضيقاً، مما يقلل من إمداد الجلد بالأكسجين والمواد المغذية، بالإضافة إلى ذلك؛ فإن إنتاج الجسم للكولاجين والإيلاستين، وهما نوعان من البروتينات التي تحافظ على البشرة متينة ومرنة ينخفض بشكل كبير بالتدخين، فضلاً عن ترهل الجلد حول الرقبة، كما أن المزيج المكوَّن من الأكسجين المنخفض وآلاف المواد الكيميائية الموجودة في السجائر تؤدي إلى ظهور بقع «الشيخوخة» وتغير لون الجلد، ما يجعل المدخن يبدو شاحباً، فأصبحنا الآن نميّز المدخن من غيره بسهولة من خلال ملامحه التي باتت شاحبة. هناك دراسة حديثة دعت 590 متطوعاً النظر في وجوه 23 توأماً كان فيها أحد التوأمين مدخناً والآخر غير مدخن، وكشفت نتائج الدراسة التي أجراها الباحثون بجامعة «بريستول» في إنجلترا أنه في 70% من الوقت تمكن المتطوعون من معرفة أي تؤام كان مدخناً استناداً إلى مظهر الوجه فقط، بالإضافة إلى ذلك كان المتطوعون في كثير من الأحيان يختارون التؤام غير المدخن بأنه الأكثر جاذبية ونقاوة في البشرة. أخيراً.. ثمة جوانب إيجابية تحدث للمدخن عندما تكون السيجارة هي الأخيرة في حياته؛ تبدأ البشرة في التحسن بعد أيام قليلة لتجدد الكولاجين والإيلاستين، ويبدأ الجلد في إصلاح نفسه بزيادة معدل دوران خلاياه، وهذا يساعد في تقليل ظهور التجاعيد وتحسين قدرة البشرة على التئام الجروح.