«سبحان مغير الأحوال».. بعد أن طالبت بالإطاحة به من منصبه مديراً فنياً للمنتخب الأردني إلى الاعتراف باستمراره وهم يرحلون! ذلك هو حال لسان جماهير «النشامى» حول المدرب المغربي حسين عموتة الذي أصبح رمزاً كبيراً في تاريخ الكرة الأردنية بعد وصوله إلى نهائي كأس آسيا، والذي سيلعب اليوم (السبت) أمام البلد المستضيف منتخب قطر. ففي غضون أسابيع تحول المدرب المغربي الحسين عموتة من طريد للانتقادات والشكوك إلى رمز نجاح في الأردن وصانع فرحة جماهيرية كبرى بعد أن قاد «النشامى» إلى إنجاز غير مسبوق وهو الوصول إلى نهائي كأس آسيا لكرة القدم للمرة الأولى في التاريخ. فكانت ردة فعل الجماهير الأردنية عقب الوصول للنهائي غير عادية وتحولت الانتقادات إلى إشادات واسعة النطاق، وقالت الجماهير: شكراً جزيلاً عموتة على العمل الجاد، والهدوء وسط أجواء النقد الإعلامي والتشكيك الجماهيري في قدراتك قبل البطولة، فعلى الرغم من النقد ظللت صامتاً وعملت في هدوء وتركيز، وهذا يدل على احترافيتك العالية. وأضافت الجماهير: في البداية تسرعنا في تقييم وتقدير عمل المدرب لأن النتائج لم تكن جيدة، لكن في تلك الفترة كان عموتة يدرس المنتخب لأنه لم يمض الكثير على توليه المهمة، فالآن هو يحقق نتائج مميزة في هذه البطولة ونتمنى أن يستمر في النجاح ويقود منتخبنا إلى منصة التتويج. «لا يهمني كلام الناس» منذ تعيين عموتة مدرباً لمنتخب الأردن في يونيو 2023 عانى النشامى كثيراً من سوء النتائج قبل بداية البطولة الآسيوية، ففي 8 مباريات تعادل أمام طاجيكستان 1-1، وفاز على قطر 2-1 في مباراة ودية، في حين تعرض الفريق للهزيمة في 6 مباريات ضد منتخبات أذربيجان، وإيران، والعراق، والسعودية، وما زاد من غضب الجماهير الأردنية وإصرارها على رحيل المدرب المغربي هما الخسارتان الثقيلتان ضد النرويج صفر-6 واليابان 1-6. في تلك الفترة واجه عموتة عاصفة الانتقادات بهدوء ورصانة تجلت في تصريحاته: «لا أهتم بما يقوله الناس والإعلام، فمنذ 15 عاماً أو أكثر لا أقرأ الانتقادات والتعليقات، أنا أؤمن بالعمل الذي أقدّمه.. من يتحدث لا يعرف خبايا بعض الأمور، هناك تفاصيل صغيرة ودقيقة لا يمكن أن تكون ظاهرة للجميع». نحن نرحل.. ويبقى عموتة وفعلاً أثمر عمل المدرب عموتة في صمت نتائج رائعة في البطولة المقامة حالياً في قطر، ليجبر المشككين على تغيير موقفهم من المطالبة برحيله إلى الرغبة الملحة باستمراره على رأس المنتخب لفترة أطول. وهذا التحول المذهل في نظرة الجماهير الأردنية لعموتة لخصته كلمات المشجعين التي جاء نصها: «نحن نرحل وتبقى أنت يا عموتة».