على مدار السنوات الماضية، شهدت المملكة العربية السعودية نقلة غير مسبوقة في المجالات كافة، أشاد بها القاصي والداني، وذلك بفضل توجيهات وتعليمات ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وكان على رأس هذه القطاعات «الترفيه»، فتأسست الهيئة العامة للترفيه في السابع من مايو عام 2016 وفق رؤية السعودية 2030، على أن يكون هدفها الأساسي كل ما يتعلق بنشاط الترفيه. ولم يمض على إنشاء الهيئة فترة زمنية قصيرة، إلا وباتت حديث العالم، وجعلت من الرياض ومدن السعودية المختلفة محط الأنظار، ومع تولي المستشار تركي آل الشيخ، مسؤوليتها، كانت الخطوات متسارعة في تلك الصناعة، وفي أقل من 4 سنوات لا يوجد فنان عالمي إلا وكانت بصمته في السعودية. ودائما ما يقولون إن لغة الأرقام لا تخطئ، وهنا أود أن أذكر ما توصلت إليه آخر الإحصاءات الرسمية حول مكتسبات فعاليات الهيئة، والتي استقطبت 120 مليون زائر منذ عام 2019 فقط، فيما عملت على ترخيص أكثر من 2000 فعالية، وبات في المملكة العربية السعودية ما يزيد على 2500 شركة تعمل في قطاع الترفيه. وتشهد الهيئة يومًا بعد الآخر تطورا، في كل أعمالها بمعنى الكلمة، والمتابع يرى أنها أطلقت أخيرًا شعارًا جديدا برؤية تناسب العصر، وتكون من ثلاث أحرف «GEA» تمثل اختصاراً اسم الهيئة العامة للترفيه، بحيث يسهل ربطه بها. وقد اتسم الشعار الجديد للهيئة بكونه جاذبًا ومؤثرًا، من خلال بساطته، وسهولة تأديته لوظيفته المرتبطة بهوية الهيئة والفعاليات التي تقدمها في مختلف أنحاء السعودية. أضف إلى ذلك، أن الهيئة العامة للترفيه، قادت جهودًا عديدة منها -على سبيل المثال- تأسيس البنية التشريعية، والأتمتة وإصدار التراخيص، ودعم وتمكين القطاع الخاص، وجذب أنشطة وفعاليات ترفيهية مميزة. وانعكست نتائج تلك الخطوات على الاقتصاد الوطني عبر تأسيس شركات محلية للعمل في القطاع، وتوليد الوظائف، وتعظيم الأثر الاقتصادي لصناعة الترفيه تحقيقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030. ولأن طموحنا عنان السماء، فإن القيادة الحكيمة -أيدها الله- تعمل على ضخ استثمارات بنحو 69 مليار دولار في القطاع بحلول 2030، وبما يوفر أكثر من 200 ألف وظيفة. وبفضل الهيئة فقد استضافت السعودية عددًا من الأسماء العالمية، مثل أميتاب باتشان، وشاروخان، وشارون ستون، بخلاف قائمة الأسماء العربية والمصرية، التي نظمت لهم حفلات ضخمة، ومنهم إليسا، وكاظم، وأصالة، ونانسي عجرم، بل وحرصت على وجود مطربي المهرجانات مثل حمو بيكا، وعمر كمال، وحسن شاكوش، وغيرهم بما يلبي كافة الطموحات. أيضا فقد ساعد مهرجان البحر الأحمر السينمائي، في إفساح مجال دولي للسعودية بين مُريدي الصناعة، وكان هذا واضحا منذ الدورة الأولى للمهرجان الذي حرص على حضوره أبرز الفنانين في المنطقة، منهم المصرية ليلى علوي، وهيفاء المنصور (أول مخرجة سعودية)، وجاك لانغ (رئيس معهد العالم العربي في فرنسا)، بينما في الدورة الثانية من جرى تكريم الفنانة الكبيرة يسرا، وأيضا وشاروخان، وغاي ريتشي، وهو مخرج ومنتج ورجل أعمال بريطاني. إن الحديث عن إنجازات هيئة الترفيه، ودعم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لها، وجهود المستشار تركي آل الشيخ، في هذا الصدد يحتاج إلى «كتب» ولا أبالغ في ذلك، وهنا استعير ما ذكره الناقد السعودي خالد ربيع السيد في كتابه «الفانوس السحري»: «إن التجربة السينمائية السعودية رائدة في اتباع المنهج العلمي الإستراتيجي لتطوير القطاع بكل مساراته، ومن يعتزم من الدول الأقل حظًا في هذا المجال، ويريد تطوير الصناعة، عليه بدراسة الآليات والأساليب والمناهج الإستراتيجية التي عملت وتعمل بنهجها السعودية»، وقبل الختام شكرا المستشار تركي آل الشيخ على الأفكار المتجددة التي ابهرت صناع الترفيه في الشرق الأوسط والعالم التي جعلتنا وبكل فخر نقول «الترفيه صناعة سعودية». بقلم: محمد بن عبدالله خريص