تفخر جامعة الملك فيصل «كفو» بحملها شعار النخوة والشهامة «كفو» كمفردة تجسد واقعاً في واحة الأحساء لما تقدمه من عطاءات علمية للمجتمع، وما تبذله من دور ضمن منظومة جامعاتنا السعودية للوطن برفد مختلف قطاعاته الحكومية والأهلية بمخرجات متسلحة بالعلم، ومحصنة بالتأهيل في تخصصات نظرية وتطبيقية. رغم محدودية هذه المفردة إلا أنها غزيرة بمدلولاتها البلاغية، وعمقها التراثي والإنساني.. فحينما يقال للإنسان «كفو».. فقد اكتملت فيه الخصال الطيبة، فكيف إذا اجتمعت هذه المحاسن في مجتمع الأحساء وجامعته التي عرفت باسم جامعة «كفو». وعطفاً على ما سبق فإن عملية التحفيز تنبع من البيئة التعليمية، فحينما يُحفز الأستاذ ذاكرة طلابه لاستخراج مواهبهم المدفونة.. سنرى حينها أفكاراً إبداعية، وربما تكون مخرجاتهم منتجات صناعية تسوّق على مستوى العالم. قبل أيام أقام عميد البحث العلمي ورشة تحفيزية لمنسوبي كلية الآداب بالجامعة عن كيفية تسجيل براءة اختراع، وقد استغرب بعض الزملاء من كيفية تسجيل براءة اختراع في العلوم الإنسانية، وقد أزال سعادة العميد هذا الاستفهام التعجبي حينما أوضح أن بعض زملائهم قدموا أفكاراً تم تسجيلها كبراءة اختراع؛ حينها عمدت إلى تحفيز طلابي في إحدى مقررات الإعلام بتصميم إعلانات من خلال الذكاء الاصطناعي. وقد وجدت هذه الفكرة قبولاً من طلابي الذين أبدع بعضهم في تصميم بعض الإعلانات باستخدام الذكاء الاصطناعي، فقد عمل الطلاب في مجموعات استطاعت كل مجموعة تصميم واحد بالرغم من الصعوبات التي واجهتهم؛ إلا أنّ الفكرة تظل خطوة في طريق كسر حاجز الإبداع والابتكار، ويمكن تعميم هذه التجربة البسيطة في العديد من المقررات، التي أتوقع أن تدفع بأفكار الطلاب إلى براءات اختراع يمكن تسويقها، علماً أن جامعة «كفو» هذا العام تفوقت في براءات الاختراع على العديد من الجامعات الغربية التي عرفت بصدارتها لهذا المجال، فلا تحبسوا أفكاركم وأخرجوها، ولا تستصغروا الفكرة مهما صغرت، فربّ فكرةٍ صغيرةٍ تُخرج منتجات تغير مسار الإنسانية وعجلة التقدم.