زادت في الآونة الأخيرة ظاهرة التراشق بين مشجعي كرة القدم في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أدى إلى تكريس التعصب الرياضي لدى البعض الذين استغلوا وسائل (السوشيال ميديا) في نشر أفكارهم التي تفتقد إلى الروح الرياضية. وتقول الأخصائية النفسية مها الزهراني ل«عكاظ»: «التراشق والاستفزاز الرياضي الإلكتروني بين المشجعين في مواقع التواصل الاجتماعي أصبح ظاهرة شائعة ومتفشية في الوقت الحالي، وهناك عدة أسباب أسهمت في حدوثها، وهي: أولاً: التعصب الرياضي، والمقصود بذلك تمسك المشجع الشديد بفريقه والانتماء العاطفي له، إذ يمكن للتعصب الرياضي أن يدفع المشجعين إلى التصرف بشكل استفزازي وعدائي تجاه جماهير الفرق الأخرى. ثانياً: الهوية الجماعية، فالتشجيع للفريق الرياضي يعتبر جزءاً من الهوية الجماعية للمشجع، وقد يرى بعض المشجعين التراشق الإلكتروني كوسيلة للتأكيد على هويتهم والتمييز عن الآخرين. ثالثاً: الانفعالات والتأثير الجماعي، إذ يمكن أن يؤدي التواجد في مجتمع رقمي من المشجعين إلى زيادة الانفعالات والتأثير المتبادل، بمعنى أن يقوم المشجعون بتحفيز بعضهم البعض للتصرف بشكل عدائي واستفزازي، مما يزيد من حدة التراشق الإلكتروني. وكشفت مها وجود منصات عديدة للتواصل الاجتماعي أسهم في تكريس ظاهرة التراشق الإلكتروني بين الجماهير الرياضية، فبفضل هذه المنصات يمكن للمشجعين التواصل بسهولة وسرعة، والتعبير عن آرائهم ومشاركة تعليقاتهم بشكل مباشر وعلني، وهذا الأمر قد يزيد من انتشار التوتر والتراشق الإلكتروني بين المشجعين بحرية أكثر ومساحات أكبر، حيث يصبح من السهل على الأفراد الوقوع في التصرفات العدائية والاستفزازية». وعن دور الأندية في مواجهة هذه الظاهرة من خلال التوعية والتثقيف قالت مها: «يمكن للأندية تنظيم حملات توعوية وورش عمل للمشجعين لتعزيز الوعي بأثر التراشق الإلكتروني السلبي، وتشجيع السلوك الإيجابي على منصات التواصل الاجتماعي، كما يمكن أيضاً للأندية أن تتبنى سياسات صارمة تحظر التصرفات العدائية وتعاقب المشجعين المخالفين». وشددت مها -في ختام كلامها- على ضرورة التحلي بالأخلاق الرياضية، مؤكدة أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، والطرح البناء والنقد الهادف يعكس شخصية الفرد وثقافته وما يتمتع به من الفكر الرصين، فالخروج عن النص قد يعرض صاحبه للمساءلة القانونية، فالتشجيع الرياضي فن وذوق وأخلاق.