قديماً كنا نحلم بلعب كرة القدم حتى بالمنزل، فقد كانت لعبة شبابية، ولا يحق للفتيات اللعب أو محاولة التفكير في ذلك. لم تكن هذه الرياضة الجميلة مسموحة للفتيات حتى بالمدارس، ولكني كنت الفتاة المتمردة منذ الصغر والأقوى بالحارة، فقد كنت ألبس فستاني الأزرق القصير المنفوش وأنزل من منزلي لألعب الكرة مع شباب الحارة، الذين يكبرونني ب 15 إلى 10 سنوات. كنت عنيدة جداً، وأضايقهم وقت اللعب سواء بفستاني الأزرق الواسع، أو بعدم إجادتي للعب بحكم صغر سني، حتى أتى ذلك اليوم الذي قرر شباب الحارة أن يتخلصوا مني بكل قسوة بتقديم شكوى لوالدي، رحمة الله عليه، وتم التخلص من فتاة الفستان الأزرق بخيزرانة من والدي، لن أنسى ألمها حتى الآن، لكنها جعلت مني عاشقة ومحبة لهذه الرياضة، بل كنت على يقين بأنه سيأتي ذلك اليوم الذي نرى فيه المرأة تمارس جميع أنواع الرياضة دون خوف أو تمييز وبملابسها الرياضية لا فستانها المنفوش. **** أصبح للرياضة النسائية الآن بالمملكة العربية السعودية الاهتمام والعناية لدى وزارة الرياضة، بل أصبح لها صدى وبصمة عالمية، وأصبحت المرأة السعودية تُشارك في جميع السباقات العالمية، سواء مجال كرة القدم أو سباق الخيل أو السباحة وغيرها من مجالات الرياضة، وأصبح لدينا إنجازات داخلية وخارجية وأسماء نسائية شغوفة، تسعى لتحقيق الألقاب العالمية بكل حماس وإصرار، مع دعم وزارة الرياضة، هذا بالإضافة لتحقيق الألقاب والانتصارات للمنتخب السعودي في جميع أنواع الرياضة عالمياً. **** لم يتوقف ذلك الاهتمام على الوزارة فقط، بل إن النوادي الخاصة أصبحت مهتمة جداً بإنشاء نوادٍ ملائمة لتأهيل المرأة في الرياضة بشتى مجالاتها، والتعاقد مع مدربات ذوات كفاءة عالية لإنشاء جيل رياضي قادر على تحقيق البطولات والانتقال للاحترافية، بالإضافة للمدارس التي كان لها دور في إبراز مواهب الفتيات وتحقيق إنجازات وطنية، على مستوى المدارس داخلياً أو خارجياً. **** والآن أصبح لها الأهمية في النقل التلفزيون لإبراز قوة المرأة في المجال الرياضي عالمياً، فقد أصبحت المرأة السعودية في مقدمة الدول المتميزة في العالم والشرق الأوسط. وها نحن نمضي بالرياضة النسائية من العدم إلى الوجود ومن الهواية للاحترافية، نحقق أقوى الألقاب ونمارس الرياضة بكافة مجالاتها بكل شغف.