تعتبر سلامة المرضى من أهم الأمور الأساسية في المنظومة الصحية عند تقديم الخدمات الصحية الأساسية لأفراد المجتمع، إذ يجب أن تكون هذه الخدمات الصحية عالية في الجودة المقدمة وفعّالة ومأمونة حتى تحقق الفوائد المرجوة. في 17 سبتمبر الجاري؛ احتفل المجتمع الدولي ب«اليوم العالمي لسلامة المرضى» تحت شعار «ليكن للمرضى دورٌ في سلامتهم»، تقديراً للدور المحوري الذي يؤديه المرضى وأسرهم والقائمون على رعايتهم في النهوض بالرعاية المأمونة، والحد من الضرر، والوقاية من الوفيات التي يمكن تجنّبها، إذ ركّز الشعار على إشراك المرضى في الرعاية الصحية فيما يمثل استراتيجية رئيسية لتقديم خدمات صحية تركز على الناس، وخفض عبء الضرر الذي يمكن تجنّبه، وتعزيز النظم الصحية، وتعزيز أداء العاملين الصحيين، وخفض تكاليف الرعاية الصحية، ورفع مستوى رضا المرضى، والارتقاء بجودة الحياة. والواقع أن العالم يواجه الكثير من التحديات الصحية، إذ إن مسؤولية سلامة المرضى تضاعفت مع جائحة «كورونا» وتداعياتها، وهذا الأمر جعل السلامة مبدأ أساسياً في رعاية المرضى وعنصر حاسم في إدارة الجودة، لكون الجودة أمان الخدمات الصحية وأساس تطوير النظام الصحي في جميع دول العالم. وبما أن ثقافة سلامة المريض مبنية على أسس وسلوكيات معينة، فإنها تساهم في تسريع وتيرة شفاء المريض، إذ تساهم معايير الاعتماد العالمية في تحسين سلامة المرضى والحد من الأخطاء الطبية من خلال رفع مستوى جودة الخدمات الطبية المقدّمة من قبل مقدمي الرعاية الصحية، كما أن التزام الأطباء بالبروتوكولات العلاجية والممارسات الإكلينيكية ضمن الوسط الطبي واتباع الممارسات الطبية المبنية على البراهين وتطبيق أسس الرعاية الصحية المتمركزة حول المريض، كلها عوامل ساهمت في الحد من حدوث الأخطاء الطبية ما يمنح المريض السلامة التي يحتاجها. إذ تضع المستشفيات سلامة المريض في سلّم أولوياتها لأنها بذلك تجذب المرضى نظراً لسمعتها الحسنة في الوسط الطبي، وتسهّل عملية حصولها على شهادات الاعتماد العالمية وهو ما يمنح المريض الثقة بما سيحصل عليه من خدمة طبية.