اليوم تمر الذكرى ال 93 ليومنا الوطني، وشعارنا «نحلم ونحقق»، الذي يجسد واقعاً حقيقياً، فبعدما كنا نرى صعوبة في تحقيق عدد من أحلامنا وطموحاتنا بتنا نعيش ونلمس كل ما كنا نراه حلماً في وقت مضى، بفضل الله أولاً ثم بفضل وجهود وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز حفظهما الله، ونخبة من أوفى رجالات الوطن الخير والمعطاء، وزراءً كانوا أو مديري عموم ورؤساء أو موظفين ومرؤوسين، جميعهم يعمل وهدفه تحقيق حلمه الذي كان يصعب علينا تحقيقه سابقاً. يومنا ال 93 الذي كنا نباهي به الأمم، وما زلنا مستمرون في افتخارنا ومباهاتنا بهذا الوطن المعطاء، الوطن الذي يحتل الجزء الأكبر من شبه الجزيرة العربية، وبمساحات مترامية الأطراف، وبقبائل توحدت جميعها تحت راية التوحيد، التي اتخذها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، لبسط رايته على هذه الأرض الطاهرة، بالحكمة والعقل. يمر بنا اليوم الوطني ال 93 في ظل قفزات متلاحقة ومتسارعة تشهدها البلاد، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في شتى المجالات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية وحتى الرياضية، فعلى الصعيد السياسي تابعنا لقاء سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع قناة فوكس الأمريكية، والذي لخص فيه الكثير من الإنجازات التي شهدتها البلاد، خلال العام المنصرم، أو تلك التي شهدتها البلاد في عقود خلت، وتحدث سموه عن الوساطة الصينية والتي أدت إلى تقارب سعودي إيراني، وسياسياً أيضاً شهدنا ما تمخضت عنه مشاركة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في قمة ال 20 التي انعقدت أخيراً في الهند، وما صاحبها من نتائج مبهرة على صعيد تقدم موقع المملكة في سلم الدول الأعضاء، في سرعة النمو، وما صاحبها من لقاءات واجتماعات ثنائية تمخضت بالكشف عن خطط لبناء ممر للسكك الحديدية والشحن يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا ويهدف لتعزيز النمو الاقتصادي والتعاون السياسي لدى الأطراف، وتعزيز التجارة وتوفير موارد الطاقة وتحسين الاتصال الرقمي. وعلى الجانب الاقتصادي، بتنا نرى كيف أصبحت المملكة العربية السعودية منطقة جاذبة لرؤوس الأموال والاستثمارات حول العالم، بفضل الإصلاحات والتسهيلات التجارية التي شرعت حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في تنفيذها تباعاً، بالإضافة إلى الأنظمة والقرارات التي ساهمت في تعزيز مداخيل البلاد وتنويعها، وعدم الاكتفاء بمورد الطاقة الذي كانت تعتمد عليه المملكة في دخلها القومي بشكل كامل. وفي هذه المناسبة التي تعيشها البلاد للمرة ال 93 وهي يومها الوطني، نستذكر المشهد الرياضي الأخير من الأراضي الإيرانية، وكيف كان الشعب الإيراني يلاحق بمحبة واهتمام قافلة الفريق السعودي الذي حضر إلى أرضه للمنافسة، ولمشاهدة نجم عالمي، كانت السعودية استقطبته مع نخبة من النجوم العالميين للمشاركة مع فرقها المحلية، ولترتفع نسب المشاهدات، التي كانت مرتفعة أساساً، على الدوري السعودي، وأصبحت الرياضة السعودية اليوم واحدة من أعتى القوى الناعمة في السعودية لتحسين جودة حياة الفرد. ومن يتجول اليوم في مناطق ومدن المملكة العربية السعودية، يلاحظ أن ورش العمل الطبيعية والضخمة، ما تزال قائمة على قدم وساق، بل وأنها زادت عن الفترات السابقة، ما يعني وجود رغبة جادة في تغيير كل شيء بالشكل الأكمل والأفضل، إذ يمكن للزائر مشاهدة الحدائق الخضراء التي يجري استحداثها بمساحات شاسعة، تعزز بدورها أهمية البيئة والحفاظ عليها، إضافة إلى مراحل التشجير المتواصلة في شتى الشوارع والمناطق، إيماناً من قيادة هذه البلاد بالبيئة وأهميتها للعالم أجمع، إضافة إلى ما يمكن مشاهدته من ثورة عمرانية لإيجاد فرص أمثل وأجدى للسكن. إذن المشهد العام للتنمية وعجلتها في المملكة العربية السعودية ما زال قائماً ومستمراً، واقتصادها متماسك وجاذب، وبالإمكان مشاهدة الدور الحكومي والمؤسساتي في تعزيز وتنشيط البرامج والأنشطة التجارية والاقتصادية، وجميعنا نسير بثقة وطموح، صوب تحقيق رؤية المملكة 2030 التي تضمن رفاه المواطن ومتانة الاقتصاد وتنوعه، والتي يبدو أنها ستنجز قبل وقتها، ومن ثم ننتقل للرؤية الجديدة 2040، والتي أعلن عنها أخيراً سمو ولي العهد في مقابلته التلفزيونية مع قناة فوكس الأمريكية. اليوم نستقبل يومنا الوطني ال 93 بتفاؤل لا محدود وثقة عنانها السماء، لتحقيق أحلامنا التي نراهاً واقعاً وحقاً مكتسباً للجميع، ونحن نرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله، وهم يسيرون على نهج الملك المؤسس حرصا على خدمة بلدهم وقضاياه ورفاه شعبهم، داخلياً وخارجياً، وقبل ذلك وضع المملكة العربية السعودية في مصاف الدول العالمية بعيداً عن الغلو والتشدد. اليوم نستقبل يومنا الوطني ال 93، مسؤولين أو مواطنين وحتى مقيمين على هذه الأرض المباركة، ونحن نفخر بما نراه من عز وشموخ، رافعين جميعنا بفخر وعز شعار «نحلم ونحقق»، ونحن نرى هذه المنجزات التنموية والاقتصادية الهائلة، في ظل قيادة رشيدة تنشر السلام والمحبة، ويحق لنا أن نفخر بمهبط الوحي ومأوى أفئدة الملايين من البشر يومياً، دام عز هذا الوطن، بكل شموخ وفخر، وأدام الله لنا وطننا الشامخ المعطاء، وجعل قيادتنا عزاً وذخراً، والشعب السعودي الأبي ملتفاً حول قيادته ووطنه، بكل خير ورفاه وسلام.