تنتظر الجماهير الرياضية عموماً ونادي الاتحاد خصوصاً، ما سيقدمه اللاعب الفرنسي كانتي، مع فريقه الجديد في أولى مبارياته الرسمية أمام الترجي التونسي ضمن مباريات كأس الملك سلمان للأندية العربية للأبطال التي انطلقت أمس الخميس، في ثلاث مدن سعودية «أبها والطائف والباحة»، إذ يعتبر من أبرز اللاعبين في «محور ارتكاز دفاعي» في خط الوسط، بعد أن غيّر «كانتي» فكر الإعلام الإنجليزي عند قدومه لفريقي ليستر وتشلسي في البريميرليغ، وأصبح مادة دسمه عبر صفحاتها بفضل أدائه الدفاعي القوي وحيويته داخل المستطيل الأخضر حتى لقب ب «بوكس تو بكس» فهو لاعب شامل، يدافع ويهاجم في الوقت نفسه، ويعطي زملاءه المساحة ليبدعوا في المقدمة كما فعل مع بول بوغبا مع المنتخب الفرنسي، ويعتبر «كانتي» اللاعب الأكثر قطعاً للكرات بين لاعبي خط الوسط في الدوري الإنجليزي لسنوات عدة؛ لقدرته على قراءة أفكار لاعبي الفريق الخصم والتحرك في المساحات التي تمكنه من قطع الكرات. لم يتوقع أحد أن يصبح «كانتي»؛ ذو الأصول المالية المولود بإحدى ضواحي العاصمة الفرنسية من أبويين مهاجرين، لاعباً يشار له بالبنان ويرفع كأسي العالم وأوروبا مع المنتخب الفرنسي، إذ بدأ حياته الكروية في عام 1998 عندما كان يبلغ من العمر 8 سنوات فقط! حين انضم وقتها إلى أكاديمية سورسنيز الرياضية في ضواحي باريس، وقد صقل مهاراته في النادي لمدة 10 سنوات، لكنه لم يجذب اهتمام الأندية الكبرى في فرنسا، وفي عام 2010 انتقل كانتي إلى بولوني الفرنسي ولعب لصالح الفريق حتى نهاية عام 2012، بعدها قضى موسمين في «كاين» ضمن دوري الدرجة الأولى الفرنسي، وفي عام 2015 كانت بداية انطلاقته في عالم المستديرة حينما انضم إلى نادي ليستر سيتي مقابل 5.6 مليون جنيه إسترليني، وأصبح لاعباً أساسياً وحقق مع الصاعد حديثاً الدوري الممتاز في العام التالي، تم انتقل إلى تشلسي مقابل 32 مليون جنيه إسترليني، وفي عام 2016 تم ضمه لقائمة المنتخب الفرنسي استعداداً لخوض نهائيات أمم أوروبا قبل تتويجه بالكأس الأوروبي وكأس العالم، وكان تحت رادار ريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي، قبل انتقاله لكتيبة النمور الاتحادية في دوري روشن السعودي، ويعتبر «كانتي» مسلماً ملتزماً دينياً خجولاً جداً في حياته العملية والخاصة، ويحظى باحترام الجميع، ولا يحب الأضواء ولا حياة الترف ولا يرتدي الماركات باهظة الثمن، ولا يملك السيارات الفارهة مثل اللاعبين الآخرين، إذ كان يمتلك سيارة «ميني كوبر» لفترة طويلة قبل أن يغيرها بسيارة «مرسيدس».