قررت غرفة التحقيق التابعة لمحكمة الاستئناف في فرساي يوم الخميس إبقاء ضابط الشرطة الذي أطلق النار على نائل المرزوقي في نانتير في 27 يونيو قيد الحبس المؤقت. ونشرت يومية «لوبارزيان»، اليوم (الخميس)، بعض التسريبات حول أقوال الشرطي فلوريان م. (38 عاماً) أمام المحققين، حيث قال الشرطي في بداية التحقيق بأنه «عمل تسعة أيام على التوالي» دون استراحة. أما فيما يتعلق بملابسات الواقعة، فصرح بأنه خرج مع زميله من مركز الأمن بمدينة نانتير يوم 27 جوان الماضي عند حدود الساعة الثامنة صباحاً ثم رأى سيارة مرسيدس تسير على الطريق المخصص للحافلات، فحاول إيقافها في حركة مراقبة سير عادية. ثم أكد أنه اقترب برفقة زميله على متن دراجة نارية من سائق السيارة (وهو نائل) وطلب منه الوقوف فوراً لإجراء عملية تفتيش مرورية. لكن حسب المفتشية العامة للشرطة الفرنسية نقلاً عن الشرطي الثاني المتورط في نفس القضية، لم يمتثل الشاب نائل لأوامر الشرطي بل انطلق بالسيارة بسرعة كبيرة تقدر بنحو 80 إلى 100 كيلو متر في الساعة، وتمكن الشرطيان من اللحاق بالسيارة التي توقفت بسبب الازدحام المروري على مستوى ساحة نيلسون مانديلا بمدينة نانتير ثم ركض الشرطي فلوريان باتجاه السائق وأخرج مسدسه ووجهه صوب نائل على مستوى الزجاج الأمامي للسيارة. وأضاف الشرطي الذي أطلق النار على الشاب بأنه رفع سلاحه في وجه الشاب وتمركز في مكان يسمح له بإصابة الأجزاء السفلى من جسده، منوهاً بأنه دعا نائل مراراً إلى وقف محرك السيارة وأنه قام حتى بضرب الزجاج الأمامي للسيارة لكي يجذب انتباهه دون جدوى. مضيفاً بأن زميله حاول الدخول إلى السيارة من أجل توقيف الشاب الذي كان يقود، لكنه لم يتمكن من ذلك لأن السيارة كانت تتحرك تارة إلى الأمام وتارة إلى الخلف. ويضيف الشرطي فلوريان في تصريحاته، أنه شعر بأنه «كان في خطر كونه متواجداً ما بين السيارة وجدار خلفي»، موضحاً أن الخطر كان أكبر على زميله بسبب تواجد نصف جسده داخل السيارة. ولهذا السبب أطلق النار على نائل خوفاً أن ينطلق بسيارته بسرعة و«يجر» معه الشرطي، حسبما نقلت «لوباريزيان». ولكن في نفس الصحيفة نُشرت تسريبات للشرطي الثاني الذي كان متواجداً مع زميله، الشرطي فلوريان. م بالقول بأنه لم يتسلل إلى داخل السيارة، وأن نائل قام بوقف محرك السيارة بعد 15 ثانية فقط ووضع يديه على مقود السيارة. هذا، وخلال التحقيق، تم عرض شريط فيديو صوره شاهد عيان يبين وقائع الحدث على الشرطي الذي قتل نائل. لكن الشرطي فلوريان أصر في قوله بأنه كان «يشعر بالخطر لأنه كان بإمكان السائق أن يجره بالسيارة أو يجر زميله أو يجعله يقع ما بين الطريق والرصيف». كما نفى الشرطي الذي كان برفقة فلوريان م. أن يكون قد استخدم عبارة «سأطلق رصاصة على رأسك». لكن وفق المفتشية العامة للشرطة الوطنية التي شاهدت شريط الفيديو فيبدو أنه «استخدم هذه الجملة». من جهة أخرى، أضاف عناصر في المفتشية العامة للشرطة الوطنية قاموا بالتحقيق بأنهم استمعوا إلى ثلاثة أصوات في الفيديو. الأول ربما هو صوت الشرطي فلوريان م. الذي قال أطفئ أطفئ (يقصد أطفئ محرك السيارة). ثم صوت ثانٍ ربما لنائل الذي كان يصرخ «ابتعد، ابتعد». أما الصوت الثالث فيرجح أن يكون صوت الشرطي الثاني الذي كان برفقة فلوريان م. يقول «ستصاب برصاصة في الرأس». لكن لا يزال معهد البحوث في علوم الإجرام التابع للدرك الوطني الفرنسي يقوم بالتحليلات الضرورية للصوت من أجل التأكد من هوية هذه الأصوات الثلاثة.