كشفت مؤسسة الدفاع عن السجناء غير الحكومية، أن تمرد مجموعة فاغنر دفع السلطات الروسية إلى تجنيد أفراد من كوبا في محاولة لتقليل الخسائر في عناصر الجيش. وأفادت المؤسسة التي تتخذ من مدريد مقراً لها، بأن الحكومتين الروسية والكوبية وقعتا اتفاقاً ترسل بمقتضاه الأخيرة مساجين للمشاركة في الحرب في أوكرانيا. ونقلت مجلة «ناشونال إنتريست» الأمريكية، عن المحلل الأمريكي لويس فلايشمان قوله: إن تمرد فاغنر الفاشل كشف أمراً كان الكرملين على دراية به منذ وقت طويل وهو أن المجموعة بمن فيها قائدها يفغيني بريغوجين، أصبحت تمثل مشكلة بالنسبة لروسيا على الجبهة الأوكرانية. ولفت إلى أن المجموعة لم تتمتع بقدر كبير من التدريب العسكري وكانت مجرد «وقود للمدافع» في الحرب، وسقط الآلاف من مقاتليها، معتبراً أن فاغنر كانت ملائمة لروسيا، إذ إن الكثير من مجنديها كانوا من المجرمين الذين تم تجنيدهم من السجون، وبالإضافة إلى ذلك، ساعد الاستعانة بجنود فاغنر بدلاً من الجنود الرسميين في تجنب حدوث أزمة داخلية في روسيا. واعتبر فلايشمان أن فائدة المجموعة تفسر موقف الرئيس فلاديمير بوتين المتحفظ تجاه بريغوجين، الذي كان ينتقد بشدة المؤسسة العسكرية الروسية. وأفصح التقرير أنه مع تزايد عداء بريغوجين تجاه الجيش الروسي، سعى نظام بوتين للبحث عن بدائل لمجموعة فاغنر، التي أصبحت تمثل تهديداً أكثر منها مجموعة مفيدة. وكانت وزارة الدفاع الروسية تعتزم تفكيك المجموعة بحلول الأول من الشهر الجاري. وبحسب منظمة الدفاع عن السجناء، فإن روسيا ستدفع 2000 دولار شهرياً لكل جندي، لكن الحكومة الكوبية سوف تحصل على 75 إلى 95% من هذا المبلغ. وذكرت المنظمة أنه ليس لدى هؤلاء الجنود أي خيار سوى الانضمام إلى القوات الروسية، وإلا سوف يتعرضون للانتقام والعقاب. وأكد أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاستعانة بالجنود الكوبيين بهذه الطريقة، إذ سبق أن شاركوا في حروب في دول مختلفة مثل أنغولا وإثيوبيا، والكونغو، كاشفاً أن كوبا فقدت نحو خمسة آلاف جندي في أفريقيا وحدها.