وسط تراجع أعمال الشغب في فرنسا بعد أسبوع على مقتل المراهق نائل المرزوقي برصاص شرطي، أكدت وزارة الداخلية الفرنسية، إيقاف 3625 شخصاً، بينهم 1124 قاصراً، و990 شخصاً أمام القضاء وسجن 380 منهم، منذ بدء أعمال الشغب. وندد برلمانيون بتصريح رئيس كتلة حزب الجمهوريين في مجلس الشيوخ برونو روتايو واتهامه للمحتجين بأنهم فرنسيون على الهوية، مؤكدين أن تلك التصريحات عنصرية فجّة. وقالت رئيسة كتلة نواب حزب «فرنسا الأبية» في الجمعية الوطنية البرلمانية ماتيلد بانو: إنّ تصريحات روتايو تنمّ عن عنصرية فجّة، فيما اعتبرت النائبة كليمانتين أوتان أنّ الناس الذين ينضحون عنصرية يتجرّؤون على إعطاء دروس حول السلوك الجمهوري الجيّد. بدوره، قال الوزير اليميني في حكومة ماكرون أمام البرلمان أمس «لا نرغب بكراهية الشرطة ولا بكراهية الأجانب». وكان رئيس كتلة حزب الجمهوريين في مجلس الشيوخ برونو روتايو قد قال في تصريحات لإذاعة «فرانس انفو» إن هؤلاء الشبّان هم حتماً فرنسيون، لكنّهم فرنسيون على بطاقة الهوية، ولسوء الحظ فبالنسبة للجيلين الثاني والثالث (من المهاجرين)، هناك ما يشبه العودة إلى أصولهم العرقية. وانتقد روتايو خطط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتسريع دفع الأموال للسلطات المحلية للمساعدة في إعادة بناء ما تمّ تحطيمه من ممتلكات عامّة، قائلا: إنّ هذه المنشآت أُحرقت على أيدي «متوحشين». وأضاف: «هذه ضربة مزدوجة للشعب الفرنسي: لقد دفعنا ثمن بناء هذه المنشآت والآن يتعيّن علينا أن نعيد بناءها لأن هؤلاء المتوحشين أضرموا النار فيها». وشهدت فرنسا أعمال شغب ونهب وسرقة وتخريب وإضرام نيران إثر مقتل الشاب نائل المرزوقي، وتواصلت في كثير من الأحياء الشعبية في البلاد، وأكّد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أمام البرلمان أنّ 90% من الذين تمّ توقيفهم هم مواطنون فرنسيون.