فيما تستمر المعارك بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع، حذر المتحدث باسم العملية السياسية خالد يوسف من تحول القتال الدائر إلى حرب عابرة للحدود تعلو فيها الأجندات الخارجية. وكتب في حسابه على تويتر، اليوم (الإثنين): هذه حرب لا منتصر فيها، ومآلاتها واضحة للعيان وهي إمكانية تحولها لحرب ذات طبيعة إثنية وقبلية. وحذر يوسف من أن القادم أسوأ، وهو نذر تحولها لحرب عابرة للحدود تعلو فيها الأجندات الخارجية ويصبح جميع أهل السودان بلا قدرة على إيقافها، وتصبح السيادة والقرار الوطني أثراً بعد عين. وشدد السياسي السوداني على أن المخرج الوحيد للأزمة هو التوصل إلى حل سياسي سلمي شامل، إلا أنه أكد أن هذا المخرج يضيق يوماً بعد يوم. ودعا إلى معالجة الأسباب الحقيقية التي أدت لفشل الدولة السودانية بل وقرب انهيارها، وعلى رأسها الوصول لجيش واحد مهني وقومي ينأى عن السياسة وصراعات السلطة ويتفرغ لمهمات حماية حدود البلاد وأمنها. في غضون ذلك، دوت انفجارات متقطعة منذ صباح اليوم جنوب مدينة أم درمان، بالتزامن مع سماع أصوات أسلحة ثقيلة غربي مدينة الخرطوم. وأكد شهود عيان أن الجيش السوداني قصف تجمعات قوات الدعم السريع في محيط مقر شرطة الاحتياطي المركزي جنوبيالخرطوم. وكانت قوات الدعم أعلنت سيطرتها على مقر رئاسة قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة جنوبالخرطوم، ونشرت لقطات لمقاتليها داخل المنشأة، وكان بعضهم يخرج صناديق ذخيرة من أحد المستودعات. وقال مصدر في الجيش إن القوات التي كانت متواجدة في مقر قوات الاحتياطي المركزي انسحبت منه بشكل مدروس، مضيفاً أن أكثر من 250 من عناصر الدعم السريع قتلوا خلال الاشتباكات التي دارت حول المقر. وتشكل منطقة مقر الاحتياطي المركزي للشرطة أهمية للدعم السريع؛ لأن المقر يمثل خطاً دفاعياً متقدماً للجيش باتجاه منطقتي الشجرة والكلاكلة، كما يشكل خطاً دفاعياً للجيش، إذ يقع شمال معسكر طيبة الذي كان تابعاً للدعم السريع. تزامنت التطورات مع تحليق مستمر للطائرات الحربية التابعة لسلاح الجو في الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان. من جهته، أفاد مصدر عسكري أن قوات الجيش تصدت لهجوم شنته قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال صباح اليوم جنوب مدينة الكرمك بولاية النيل الأزرق، لافتاً إلى أن قوات الحركة قصفت المنطقة بالمدفعية الثقيلة. وكشف مصدر في حكومة النيل الأزرق إن قوات الحركة الشعبية حاولت الاستيلاء على منطقتي «خور البودي» و«ديم منصور» جنوب الكرمك، لكن قوات الجيش تصدت لها وكبدتها خسائر فادحة. وعلى الصعيد الإنساني، قال نائب المفوض العام للعون الإنساني أحمد عثمان إن نحو 25 مليون مواطن بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. وكشف في مؤتمر صحفي بمدينة بورتسودان أن إجمالي عدد النازحين بلغ 8 ملايين، بينما بلغ عدد اللاجئين إلى دول الجوار نصف مليون.