«قانون التكرار».. نظرية علمية حديثة تنسب للعالم «واطسون»، وتساعد على تعليم الفرد بتكراره للسلوك وملاحظة مدى صحته ومواءمته للحدث، فيتعزز لديه السلوك الجيد حتى يكتسب صورته النهائي، ولذلك كانت الأُسر تكرر على أبنائها منذ الصغر جملة «التكرار يعلم الشُطَّار». ومن «التربية الإسلامية»؛ في كتاب الله -سبحانه وتعالى- تتكرر الكثير من الآيات القرآنية، مثل (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) في سورة الرحمن تكررت 30 مرة، وهو دليل ضمني على أهمية «أسلوب التكرار» في رفع الفهم وتأكيد العمل. وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين يريد التأكيد على سلوك معين؛ يستخدم هذا الأسلوب بتكرار الكلمة أو الفعل، فعن أنس -رضيَ الله عَنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- «أَنه كَان إِذا تكَلم بِكَلمة أَعادهَا ثَلَاثا حَتى تفهمَ عَنه، وإِذَا أَتَى عَلَى قوم فسلمَ عليهم سلم عليهمْ ثلَاثا». أما في الحياة اليومية؛ فنجد أن البالغين يملون من «الروتين» اليومي، إلا أن الأطفال يزدهرون ويتطورون من ذلك الروتين، وبطبيعة خصائصهم فإن «التكرار» سمة وخاصية تميزهم، فالتكرار وسيلتنا لتكوين عادات جيدة لديهم. وثمة فوائد للأطفال من التكرار؛ أبرزها: أولاً: منحهم الفهم الكامل. ثانياً: الاستعداد لما هو قادم بنوع من التنظيم العقلي الواعي. ثالثاً: تخلق لديهم عادة جيدة، إذ يقول أحد العلماء: «عليك القيام بالفعل الجيد 21 مرة لتصبح لديك عادة». هذا التكرار نتائجه جيدة في إتقان الطفل للعمل مستقبلاً، وهو ما يزيد من ثقته بنفسه، والتربية الحديثة تؤكد عليه وتقول عنه «التكرار طريق الالتصاق والاتساق»، بمعنى ستجعل الطفل يفهم بوعي وثبات، وتغرس لديه القيم وتصنع العادات، وتترجم للطفل معنى «ثبات الخطى». أخيراً.. وحضور الطفل بشكل متكرر لمجالس البالغين المناسبة له تساعده في اجتياز تلك النظرة من الخوف؛ الذي يحيط به من أشخاص بالغين، ووجوده بالمحافل مع إعطائه القوانين ومنحه فرصة ليعبر عما يريد من احتياجات وتكراره يجعله يتطور ويكسبه ثقة بنفسه دون مجهود وبوقت مبكر.