تكثف جهات مصرية متعددة، من بينها القوات المسلحة وهيئة السلامة البحرية والغواصين والغطاسين، البحث عن المفقودين الثلاثة من السياح البريطانيين، وهم كريستين كونين سيدة، ورجلان هما ستيفن هيل، وبول دارلينغ، الذين فقدوا بعدما احترق بهم لانش سياحي يسمى هريكين أمس (الأحد)، حيث كانوا يستقلونه أثناء رحلة غوص بمياه البحر الأحمر بمدينة مرسى علم المصرية، وتم إنقاذ 26 شخصاً، 12 سائحاً إنجليزياً و14 مصرياً هم طاقم المركب، وهي الواقعة التي مازالت حديث وسائل الإعلام العربية والعالمية، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي. العناية الإلهية وكشفت التحقيقات الأولية للنيابة العامة المصرية اليوم(الإثنين) عن طريق شهود واقعة للحادث، أن العناية الإلهية أنقذت الجميع من الموت المحقق، لتصادف وجود مركب سياحي قريب من المحترق، وبمجرد حدوث الحريق تحرك وأنقذ جميع الركاب، فيما استدعت النيابة العامة مسؤولي اللانش المحترق كونه مملوكا لفرد وليس لأي جهة، كما استدعت عددا من المسؤولين بالسلامة المهنية بموانئ البحر الأحمر، لسؤالهم عن الحادث وأسبابه، وكيفية خروج مثل تلك المراكب للعمل، كما طلبت تحريات الأجهزة الأمنية المختصة، واستمعت النيابة المصرية اليوم لأقوال الناجين من السائحين والطاقم من تسمح حالتهم بالسؤال. أعمال التبريد ومن جانبه كشف محافظ البحر الأحمر اللواء عمرو حنفي، تطورات حريق لانش بمرسى علم، قائلًا: «تم سحب اللانش للشاطئ اليوم، وتجرى له حاليًا أعمال تبريد»، مشيرًا في تصريحات له إلى أنه يخت مخصص للسفاري وطوله 36 مترا وعرضه 7 أمتار، وحول المفقودين قال: «حتى الآن لا يمكن تحديد مكان المفقودين هل مفقودين في البحر أم مازالوا داخل المركب وحدث لهم إصابات في الحريق وهو ما ستحدده النيابة»، موضحًا أنه ضمن المراكب التي قامت بأعمال التجديد والصيانة بالكامل له، وحصل على رخصة منذ شهر، وهو في حالة جيدة جدًا، ولا يرخص لأي مركب إلا بعد التأكد من وجود كافة وسائل الدفاع المدني. مواد اشتعال ومن المتوقع أن تحدد الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية المصرية، سبب حادث الحريق خلال الساعات القادمة، فيما أكد مصدر أمني ل«عكاظ» أن الحريق سببه ماس كهربائي، بدأ بالمنطقة الخلفية للانش «مكان الماتور» وامتد إلى باقي اللانش، لكن اشتعال الحريق وضخامته وصوت الانفجارات التي سمعها البعض، يؤكد وجود مواد اشتعال أخرى، كانت موجودة داخل اللانش ساعدت على تفاقم الحريق، وارتفاع ألسنة اللهب وسحابة الدخان العالية، بالطريقة الكبيرة التي شاهدها الكثير. سيناريوهان للاختفاء ونوه غطاس يدعى ياسر محمد ل«عكاظ» أن اختفاء السياح الأجانب الثلاثة ربما تحكمه سيناريوهان، الأول احتراقهم داخل اللانش وقضوا، وبالتالي نحبهم حرقاً، وهو سيناريو ربما يكون الأكثر واقعية، حيث التهمت النيران اللانش بالكامل، وهو ما سوف تكشف النيابة العامة خلال الساعات القادمة، بعد سحبه وعملية التبريد التي تجرى له حالياً، أما السيناريو الثاني وهو ربما سقوطهم في المياه هرباً من النيران، وعدم قدرتهم على السباحة، وبالتالي غرقهم في قاع البحر، وصعوبة الوصول إليهم، كونه مكانا عميقا وتوجد بتلك المناطق العديد من الأسماك المتوحشة على رأسها «سمكة القرش»، إلا أن هذا السيناريو مستبعد، كون أن طاقم مركب النجاة الذي كان متواجدا بالصدفة بجانب اللانش المنكوب، استطاعوا إنقاذ حياة الجميع حتى من قاموا بالسقوط في مياه البحر. جذب سياحي وتعد مدن محافظة البحر الأحمر خصوصا «الغردقة، سفاجا، مرسى علم، القصير» وغيرها مدن جذب سياحية، كما أن تلك المدن تشكل النسبة العظمى من السياح الوافدين إلى محافظة البحر الأحمر، وتخشى الحكومة المصرية أن تشكل تلك الأحداث أزمة على روافد السياحة المالية، فهي تأمل في جذب 30 مليون سائح سنويا بحلول العام 2028، مقابل 13 مليونا قبل جائحة كوفيد-19، ويأتي حريق اللانش بعد يومين من مصرع شاب روسي في هجوم لسمكة قرش قبالة سواحل الغردقة على البحر الأحمر.