تتجه الأنظار في التاسع عشر من شهر مايو الجاري نحو جدة، حيث تعقد القمة العربية الثانية والثلاثون، وسيكون على أجندتها العديد من الملفات والقضايا العربية خصوصاً الأوضاع في اليمن وليبيا والصومال ولبنان والقضية الفلسطينية، فضلاً عن الأزمة السودانية، وإيجاد حلول واقعية للأوضاع الاقتصادية العربية. وتراهن القوى السياسية المصرية في تصريحات إلى «عكاظ» على نجاح القمة المرتقبة، التي تستمر يومين، في الخروج بنتائج ترتقي لمستوى التحديات الإقليمية والعالمية، وتعكس تطلعات الشعوب العربية التي تريد التضامن والتكامل. وفي هذا السياق، قال رئيس حزب الحركة الوطنية اللواء رؤوف السيد إن هناك تطلعات شعبية كبيرة لنتائج القمة العربية المرتقبة، وإجماعا على أهمية الدبلوماسية السعودية في حلحلة الكثير من الملفات الشائكة بالمنطقة، وتعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الراهنة. ووصف القمة المرتقبة بأنها «قمة الأمل والعمل» التي بدأت بالفعل بعودة سورية إلى الحضن العربي، بعد غياب دام أكثر من عقد من الزمان، وهو أمر يذكرنا بقمة العلا الخليجية عام 2021، عندما استطاعت الرياض بفضل القيادة الحكيمة والرشيدة إنهاء أزمة قطر. وتوقع عرض كل القضايا العربية على طاولة النقاش السياسي للقادة العرب، والخروج بحلول ترضي الشارع العربي. فيما رجح رئيس حزب حقوق الإنسان والمواطنة المستشار جمال التهامي أن تواكب القمة العربية الكثير من الآمال والتطلعات وإيجاد حلول للكثير من الملفات العربية الشائكة وعلى رأسها الأحداث في السودان، خصوصاً في ظل الدور السعودي الرائد الذي ظهر أخيراً عبر «إعلان جدة» بين طرفي النزاع، مؤكدا أنها خطوة جيدة لرأب الصدع بين الطرفين، والمتوقع استكمال هذا الملف خلال القمة. وقال التهامي إن القمة تنتظرها ملفات عدة على رأسها إعادة ترتيب الصف العربي، وإصلاح منظومة الجامعة العربية، وهو أمر متوقع من المتابعين والملاحظين للشأن السياسي العربي، فضلاً عن مناقشة القضايا العربية الملحة، مثل الأوضاع السياسية في اليمن وليبيا ولبنان والصومال، ومساندة الفلسطينيين في استعادة حقوقهم الوطنية المشروعة، وإقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967، طبقاً لقرارات الشرعية الدولية والقرارات الأممية ومرجعيات السلام. ولفت إلى أن من بين الملفات التي ستتم مناقشتها الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها، وملف مواجهة التنظيمات الإرهابية، والأمن الغذائي العربي، والتغيرات المناخية وتأثيراتها، كما تشمل القضايا المطروحة أزمة الطاقة، وأمن الخليج العربي والتدخلات الإقليمية في شؤون المنطقة، والتعاون الاقتصادي، وأزمة ملف سد النهضة واستمرار التعنت الإثيوبي، إضافة إلى التعاون الاقتصادي بين الدول العربية، مبيناً أن الأنظار في ترقب لما سيقدمه القادة العرب من حلول لهذه الأزمات. بدوره، يرى رئيس حزب المؤتمر عمر المختار صميدة أن القمة العربية ستكون ناجحة بكل المقاييس، لافتاً إلى أن ذلك أمر أكد عليه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الذي قال إنها قمة ستكون لها بصمة على الوضع العربي بصفة عامة، لرغبة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان في توفير كل المقومات اللوجستية والتنظيمية لنجاحها. وتوقع صميدة أن تشهد القمة حضوراً عربياً كبيراً من القادة، وهو ما يدلل على أهميتها، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة. وشدد على ضرورة لمّ شمل الأمة العربية لمواجهة تحديات إقليمية ودولية شديدة الخطورة تتطلب تضافر جهود القادة العرب.