قبل أعوام حكت لي جدتي قصة امرأة تدور على البيوت، تحمل على ظهرها قطعة قماش كبيرة ممتلئة، تطرق أبواب المنازل لتفتح لها ربات البيوت، وتتفنن بعرض بضاعتها بأسلوبها الضاحك، وتنثر «بقشتها» التي تحوي؛ ملابس، أدوات شعر، قطع قماش. تقول جدتي: هذه البائعة «تبخص» الحريم، وتعرف من نظرة واحدة احتياجاتهن بسبب خبرتها وترددها المستمر على البيوت، حتى أنها تستطيع فتح أحاديث مسلية وممتعة. تذكرت حكاية جدتي عندما رأيت ولوج من يُعرفون ب«مشاهير الفلس» إلى المنازل بلا ضوابط ولا «فلاتر» أخلاقية عبر «السوشيال ميديا»، ليرموا «بقشة» محتواهم السيئ، والقصص المفبركة والحياة الباذخة المزيفة، لحصد المشاهدات. والمضحك أن «مشاهير الفلس» نصَّبوا أنفسهم بمسميات غير صحيحة لدواعي التسويق. النصيحة: «لا تسمحوا لمثل هؤلاء باختراق عقول أبنائكم وبناتكم تحت ذريعة التسلية، ارفضوا محتواهم الهابط حتى يتوقفوا عن هذه «التفاهات»، ولا تصنعوا منهم نجوماً وقدوات لأطفالكم الأبرياء».