أطلقت نقابة أطباء السودان صرخة تحذير جديدة من الأوضاع الإنسانية المأساوية داخل المستشفيات، واتهم سكرتير النقابة عطية عبدالله عطية، طرفي النزاع بأنهما يخيران السودانيين بين الموت مرضاً أو الموت بالرصاص. وجدد التأكيد في تصريح لقناة «العربية»، اليوم (الأربعاء)، على ضرورة فتح ممرات آمنة لإيصال المعونات الطبية. وحذّر عبدالله من وجود أكثر من 12 ألف مريض معرضون للموت بسبب الأوضاع الصحية المتدهورة، لافتاً إلى وجود تقارير عن وفاة مرضى في منازلهم بسبب عدم توفر العناية الطبية اللازمة لهم. ووصفت نقابة أطباء السودان من قبل ما يجري بحق القطاع الصحي بأنه جريمة إنسانية، مؤكدة أن كل المستشفيات العامة في الخرطوم توقفت عن العمل. وسبق أن حذرت الأممالمتحدة أكثر من مرة خلال الأيام الماضية من أن السودان يقف على أعتاب كارثة حقيقية خصوصاً ما يتعلق بالقطاع الصحي والنزوح الكثيف. وأعلنت أنّ برامجها المخصّصة لتلبية الحاجات الإنسانية في السودان لم تؤمّن حتى اليوم سوى 14% من التمويلات اللازمة لعملياتها لهذا العام، وبالتالي فهي ما زالت بحاجة ل1.5 مليار دولار لتلبية تلك الحاجات التي تفاقمت منذ اندلاع المعارك. وأكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة شرق المتوسط أحمد المنظري، أن الأزمة الصحية التي كان يعانيها السودان قبل اندلاع القتال تحولت حالياً إلى كارثة بكل معنى الكلمة. ورغم الهدوء النسبي في مدينة الجنينة بإقليم دارفور، بعد معارك دامية بين المساليت والقبائل العربية، تمكنت فرق الإنقاذ من رفع جثث من الشوارع. وكشف الهلال الأحمر بولاية غرب دارفور أن عملياته داخل الأحياء الملتهبة بالجنينة رفعت 23 جثة متحللة من الشوارع والميادين العامة. ولفت إلى أن عدد الجرحى بلغ 600 جريح، مضيفاً أنه فتح نقاطاً في الأحياء والمدارس لتقديم الخدمات العلاجية الأولية للمصابين. ولم يستبعد مراقبون احتمالات تجدد الحرب الأهلية في دارفور، إذ حذر مسؤول رفيع بولاية غرب دارفور من مغبة اندلاع حرب أهلية تشمل كل الإقليم، كاشفاً نهب أسلحة تقدر بالآلاف من مخازن الأجهزة الأمنية بمدينة الجنينة. وقال إن مسلحين يعتقد تبعيتهم لإثنية المساليت، تمكنوا من امتلاك نحو 7000 قطعة سلاح بينها أسلحة ثقيلة عقب فتح مخزن يتبع لرئاسة شرطة ولاية غرب دارفور إبان الاقتتال الدامي الذي شهدته الولاية خلال الأيام الماضية بحسب ما نقلت عن موقع «سودان تريبيون».