وسط تصاعد العمليات الحربية في السودان بين قوات الجيش والدعم السريع ووصولها إلى مرحلة خطيرة وهو ما أجبر العديد من الدول على إجلاء رعاياها، حذر خبيران سياسيان مصريان من خطورة المرحلة التي تمر بها الخرطوم والتي تنذر بتقسيم البلاد إلى دويلات، مؤكدين أن ذلك يشكل خطراً على الأمن القومي العربي. ولم تستبعد مستشارة مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية والخبيرة في الشؤون الأفريقية، الدكتورة أماني الطويل تقسيم السودان إلى دويلات بداية من إقليم دارفور الغني بموارده الطبيعية والذي يقترب عدد سكانه من 6 ملايين نسمة معظمهم من المسلمين السنة. وقالت مستشارة مركز الأهرام ل«عكاظ» إن تمركز قوات الدعم السريع، بقيادة حمد حمدان دقلو «حميدتي» في إقليم دارفور حالياً، يؤكد ما نحذر منه، رغم الانتصارات التي حققها الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان في العاصمة الخرطوم، مضيفة: السودان لها أهمية إستراتيجية لمصر بسبب تحكمها في كمية المياه، كما أنها من الدول المطلة والمتحكمة في البحر الأحمر وأي نظام سياسي في السودان معادٍ خطر على الأمن القومي العربي. وعزت الطويل فشل كافة المبادرات بين طرفي الصراع، لعدة أسباب من بينها تصميم كل طرف على هزيمة الآخر، بينما الوساطة الأممية التي تحظى بدعم عربي وأمريكي مستمرة، خصوصاً أن السعودية تعمل في سياق أشمل لحل الأزمة. ومن جهته، قال الخبير في الشؤون العربية بمركز دراسات الأهرام الدكتور أحمد عليبه ل«عكاظ»: السودان بيئة أفريقية صعبة، من حيث الانقسامات والانقلابات، والسودان نفسه تعرض للتقسيم عام 2011، كما أن أطراف السودان حالياً غير مستقرة، مثل إقليم دارفور حيث الوضع الأمني الخطير، وإقليم كردفان وولايات شرق السودان كلها مناطق مركزية هشة جداً، ومراكز البقاء فيها للأقوى، والمعركة الموجودة حالياً جزء كبير منها على مركزية الدولة، وبالتالي حال نجاح الجيش السوداني في إعادة الاعتبار لمركزية الدولة، سوف يكون أمراً مهماً على استقرار البلاد. وأوضح عليبه ل«عكاظ» أن الوضع العام في السودان دخل في مرحلة ضبابية غاية في الخطورة، وأصبح حسم الصراع على السلطة محتاجاً لضغط دولي وإقليمي، وفي حال فشلت الحلول فإن كل السيناريوهات واردة في أزمة السودان، الذي يتشكل من 18 ولاية، لكل منها خصوصيتها، محذراً من خطورة ضعف الدولة السودانية؛ كون ذلك سيكون سبباً في دخول جماعات متطرفة إلى أراضيها.