صدمني تعليق المدير التنفيذي لنادي الشباب السعودي الأستاذ طلال آل الشيخ، ضمن تصريحه الذي تناقلته كل البرامج الرياضية في الفضائيات السعودية وغير السعودية، التي تتابع وتهتم بالدوري السعودي للمحترفين «دوري روشن»، باعتباره المسابقة الكروية الأكثر تأثيراً وإثارة وقوة وتنافساً واستقطاباً لأهم النجوم والمدربين في العالم مما جعله على رأس المنافسات والمسابقات الرياضية الكروية العربية ومرشحاً لأن ينال مركزاً مهماً ومتقدماً، في المسابقات والمنافسات ذاتها، في المستقبل القريب على مستوى العالم كله وليس الإقليم الخليجي أو العربي ولا حتى على مستوى القارة الآسيوية فقط! طلال آل الشيخ، وهو أحد رؤساء التحرير السابقين، لم أتوقع من واحد، مثله، يعرف خطورة الإعلام، وهو الذي قاد صحيفة مهمة في فترة سابقة، أن ينساق سريعاً ويكون مُنقاداً خلف غضبه وانفعاله، فيرمي هذه المرحلة الزاهية من التاريخ السعودي الوطني بكل ما تحويه منظومتها المتكاملة في السياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة من رابط مهم يجمع بين كلّ هذه الأركان التي تجمع وتشكل مستقبل السعودية الجديدة، فيجعل من هزيمة فريقه الذي ينتمي إليه سبباً لرميه تهمة تجاه أحد أركان هذه المنظومة «بأنها موجهة»، فعندما يخاطبُ لجنة التحكيم أو الحكام بمثل تساؤله المعلن: «إذا عندكم توجيه علمونا»، فهو هنا لا يخصّ اللجنة فقط، ولكنه يخص المؤسسة التي تشرف عليها مباشرة، أي الاتحاد السعودي لكرة القدم، ثم تتخطى إشارته إلى وزارة الرياضة الجهة الشمولية والمرجعية الأكبر للرياضة السعودية بكل ألعابها ومنافساتها. تصريح طلال آل الشيخ افتقد للعقل والمنطق والحكمة، كل ذلك معاً، فلا يصح أن نرى كل الخطوات السعودية منذ سنوات قليلة، في ولادتها الجديدة المتقدمة، وهي تسعى لتكريس العدل ومحاربة الفساد وإعلاء شأن النزاهة، دون اعتبار لاسم أو جنس أو قبيلة أو صفة، كائنين مَن كانوا، وأثبتت كل ذلك بمنتهى الوضوح والشفافية، ثم يأتي أحد أفراد العمل في نادٍ (ما) ويرمي بكل أسباب هزيمة فريقه على المؤسسة جاعلاً من خطأٍ تحكيمي (بشري) مشنقة غير عادلة لمنظومة بأكملها!