بتنظيم من مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وبالتعاون مع مندوبية السعودية باليونسكو، افتُتِحَ بمقر منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في باريس معرض بعنوان «فيصل: حياة في قلب القرن العشرين»، احتفاء بالذكرى المئوية لرحلة الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- التاريخية إلى أوروبا (بريطانيا أيرلندا فرنسا) عام 1919م. وقد حضر الافتتاح رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، بحضور المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة اليونسكو الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز آل مقرن، وجمع من المسؤولين. يأتي المعرض الذي يستمر من 13 مارس إلى 24 مارس، ليبرز دور الملك فيصل -رحمه الله- في المعاهدات والشراكات التي مدت جسوراً بين المملكة العربية وأوروبا، وتعريف شعوب العالم بشخصيته وتاريخه وسيرته بوصفه نموذجاً للقائد التاريخي، وأحد ملوك المملكة البارزين وأبرز شخصياتها السياسية والتاريخية التي كان لها الأثر والتأثير العالمي في القرن العشرين. ففي كلمته أمام الحضور، أشار رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل إلى أن «المعرض يوثق لرحلة الملك فيصل التاريخية لأوروبا قبل 100 عام، ويكشف مرحلة مهمة لتاريخ العلاقات الفرنكو-سعودية بشكل خاص وتاريخ العلاقات السعودية الأوروبية بشكل عام». وقال الأمير تركي الفيصل، في معرض حديثه عن تلك الرحلة: «بدون شك أن الرحلة التاريخية الأولى للملك فيصل أسست لعلاقات ديبلوماسية قوية بين المملكة والمسؤولين الفرنسيين، الذين تبادلوا الزيارات بين البلدين، مما ساهم بصفة بارزة في توطيد العلاقات الثنائية بين المملكة العربية وفرنسا وأوروبا بشكل عام». مضيفاً: «تلك العلاقات التي ساهمت في تشكيل الرؤية السياسية لمستقبل العلاقات الديبلوماسية التي رسمها الملك فيصل آنذاك». من جانبها رحبت المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة اليونسكو الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز آل مقرن، بالحضور، وأشادت بما يحمله المعرض في محطته الثانية، الذي يعد من أبرز المعارض التي أقامها مركز الملك فيصل، من مغزى في تعريف العالم بشخصية الملك فيصل رحمه الله، وتعريف الشعوب بسيرته، التي تعتبر مدرسة للأجيال. يذكر أن المعرض يضم مجموعة من مقتنيات الملك فيصل، رحمه الله، الخاصة، وعدداً من المخطوطات والبرقيات والرسائل واللوحات والخرائط والصور الفوتوغرافية التي توثق لتاريخ رحلة الفيصل إلى أوروبا قبل 100 عام، وكذلك مجموعة من المقالات الصحفية وصور التغطيات الصحفية التي تناولت تلك الرحلة التاريخية، وهذا كله من خلال 7 فصول كل فصل يعرض مرحلة مهمة من حياة الملك فيصل بدءاً من «نجد» التي بدأت فيها حياته وانطلق منها في جولته نحو أوروبا، مروراً بزيارته إلى الهند وهو في ريعان شبابه، وقد أتت هذه الرحلة في الفصل الثاني. أما الفصل الثالث فقد تضمن محطته الأوروبية الأولى وهي زيارته إلى «لندن» في عام 1919م، وتأتي بعدها رحلة إنجلترا وويلز وأيرلندا التي تضمنها الفصل الرابع. أما الفصل الخامس فقد وثق للمشاهدات التي وقف عليها الفيصل أثناء زيارته لمواقع القتال في أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى. أما زيارته لباريس وجولته الأوروبية، فقد تضمنها الفصل السادس، ليتوج المعرض بالفصل الأخير المتعلق «بالإرث» الذي استعرض النتائج الإيجابية لزيارة الفيصل التاريخية لأوروبا.