افتتح صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، معرض (الفيصل: حياة في القرن العشرين) الذي ينظمه المركز بمناسبة مرور 100 عام على الرحلة التاريخية للملك فيصل رحمه الله إلى باريس، وذلك في مقر منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) يوم الاثنين 21 شعبان 1444ه الموافق 13 مارس 2023م في الحادية عشر صباحا، بحضور صاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز آل مقرن -المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة اليونسكو-، وسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية فرنسا الأستاذ فهد بن معيوف الرويلي، وعدد من الوزراء والأمراء والدبلوماسيين من المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية والدول الصديقة للبلدين، بالإضافة إلى عدد من رجال الأعمال والإعلام والشخصيات العامة، والأكاديميين والمبتعثين من السعوديين والعرب المقيمون في فرنسا وأوروبا. أول جولة دبلوماسية وعلى هامش المعرض أشاد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بعمق العلاقات التاريخية والسياسية والدبلوماسية والثقافية والاقتصادية التي تجمع بين الحكومتين والشعبين السعودي والفرنسي، معتبراً إقامة معرض "الفيصل: حياة في القرن العشرين" في باريس بمثابة تقدير للعلاقات الطيبة التي تربط بين البلدين. وقال سموه: "حققت زيارة الملك فيصل التاريخية قبل مئة عام نجاحًا كبيرًا، وكانت أول جولة دبلوماسية مهدت لبروزه فيما بعد كرجل دولة يعرفه العالم حق المعرفة، حيث كانت الحفاوة التي استقبل بها في تلك الجولة خير تمهيد للزيارات المستقبلية المتبادلة بينه وبين زعماء أوروبا. كما أن الدروس التي تعلمها الفيصل في زيارته؛ لا سيما فيما يتعلق بأهمية التعليم والصناعة قام بتطبيقها في رؤيته لتحديث المملكة، والتي أسهمت في جعله واحدًا من أبرز الشخصيات السياسية في القرن العشرين، حيث قاد الملك فيصل المملكة في مرحلة تاريخية عصيبة، ولا تزال رؤيته وعمله الدؤوب من أجل المملكة مصدر إلهام للجهود الرامية إلى تطوير البلاد حتى اليوم". إرث الراحل وأوضح الأمير تركي الفيصل أن المعرض "يهدف لإيصال رسالة أنه ورغم فقد العالم رجل دولة عظيمًا كالملك فيصل إلا أن إرثه باق حتى اليوم، كما يهدف المعرض إلى إبراز أهمية الملك الراحل وتعريف شعوب العالم بشخصيته وتاريخه وسيرته بوصفه نموذجًا للقائد التاريخي، وأحد ملوك المملكة البارزين، وأحد أبرز الشخصيات السياسية ذات التأثير العالمي في القرن العشرين". وأشار إلى أن المعرض يحمل شعار «فيصل: حياة في قلب القرن العشرين»، وهو معرض متنقل عن حياة الملك الراحل في ذكرى مرور 100 عام على توقيع معاهدة فرساي ورحلته التاريخية إلى أوروبا عام 1919م، ويستعرض جوانب من تلك الرحلة التاريخية، وبعض الأماكن التي مر بها، والشخصيات التي التقاها، ويأتي المعرض في سياق المعارض التي تقام في أوروبا لإبراز أهمية الملك فيصل -رحمه الله- في ذكرى مرور 100 عام على جولته الأوروبية التاريخية التي مثلت تجربة متقدمة ومبكرة في الشؤون الدولية، وكانت مصدر إلهام للأمير الفتى الذي قاد وفداً لأوروبا نيابة عن والده الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، مما أسهم في تحفيز همته بعد عودته إلى بلاده لمشاركة والده في بناء وطنه سياسيًّا وعسكريًّا ومجتمعيًّا، إلى أن صار ملكًا للمملكة العربية السعودية في 1964م. التعاون الدائم من جانبها؛ أكدت سمو الأميرة هيفاء أن إقامة المعرض "الفيصل: حياة في قلب العشرين" في اليونسكو يأتي ضمن إطار التعاون الدائم بين المملكة العربية السعودية واليونسكو، موضحة أن إقامة المعرض في المنظمة يقدم إمكانية أكبر لحضوره الدولي ونشر رسالته على المستوى العالمي، مشيرة إلى أن المملكة في طليعة الدول الداعمة للمنظمة وجهودها في إرساء السلام منذ تأسيسها في عام 1946م، ومنوهة بعضوية المملكة في المجلس التنفيذي للمنظمة منذ عام 2019م.