وصل إلى الرياض اليوم (الثلاثاء)، رئيس وزراء جمهورية بولندا ماتيوش مورافيتسكي والوفد المرافق له. وكان في استقباله في مطار الملك خالد الدولي نائب أمير منطقة الرياض الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، ووزير التجارة الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي (الوزير المرافق)، ومدير شرطة المنطقة اللواء فهد بن زيد المطيري، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى بولندا سعد بن صالح الصالح، وسفير بولندا لدى المملكة روبرت روستك ومندوب من المراسم. وترجع نشأة العلاقات السعودية البولندية إلى العام 1930م، حيث كانت من أوائل الدول على مستوى العالم التي تؤسس علاقات رسمية مع المملكة. وتُعد زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - لبولندا في العام 1932 (الأمير فيصل آنذاك) بصفته وزيراً للخارجية ورئيساً لمجلس الشورى، محطة مهمة في العلاقات الثنائية بين البلدين، إذ شهدت الزيارة الاتفاق على التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والثقافية والعسكرية، وتم منحه خلالها وسام جمهورية بولندا من الدرجة الأولى، والذي يطلق عليه وسام الأصالة البولندية (Polonia Restituta). وأكدت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - إلى العاصمة البولندية (وارسو) في يونيو 2007 عمق العلاقات السعودية – البولندية، لاسيما وأنها صادفت مرور 75 عاماً على بداية هذه العلاقات. وتكتسب زيارة رئيس الوزراء البولندي أهمية بالغة كونها تأتي بعد مرور 10 أعوام على الزيارة السابقة، كما تتزامن مع مستجدات مهمة في ملف الأزمة الروسية الأوكرانية، إذ يشترك البلدان في التطلع إلى إيجاد حل سياسي لإنهاء الأزمة. ويعمل البلدان على تطوير علاقاتهما الثنائية في جميع المجالات، من خلال اللجنة السعودية البولندية المشتركة، وركزت اللجنة في اجتماعات دورتها الثالثة في العام 2016، على التعاون في مجالات التعليم، والعلوم والتقنية، والصحة، والزراعة، والغذاء، والمياه، والكهرباء، والموانئ، والسياحة والتراث الوطني. وأسست الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، شركة (سابك) للبلاستيكيات المبتكرة في بولندا (إس بي زد. أو.أو)، والتي تعمل في قطاع بيع المواد الكيميائية والمنتجات ذات الصلة. ووقعت المملكة وبولندا عدداً من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية المهمة، منها اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، والتي تحقق لرجال الأعمال من البلدين الشفافية في المعاملة الضريبية، لإقامة المزيد من المشروعات التجارية والاستثمارية المشتركة، كما تشجع حركة التجارة والاستثمار، والتعرف أكثر على الفرص الاستثمارية والصناعات والسلع. ويشهد التبادل التجاري بين المملكة وبولندا تطوراً مستمراً، حيث بلغ حجمه حتى أكتوبر 2022 ما قيمته 7 مليارات و933 مليون دولار، وبلغت صادرات المملكة إلى بولندا 6 مليارات و763 مليون دولار، منها 6 مليارات و480 مليون دولار من الصادرات النفطية، و283 مليون دولار صادرات غير نفطية، فيما بلغت واردات المملكة من بولندا في الفترة نفسها مليارا و170 مليون دولار، ليسجل بذلك الميزان التجاري فائضاً لصالح المملكة بقيمة 5 مليارات و593 مليون دولار. وعززت شركة أرامكو السعودية حضورها في السوق البولندية، بإعلان عزمها زيادة إمدادات النفط لشركة (بي.كيه.إن أورلن)، كبرى شركات الطاقة الحكومية البولندية، من 200 ألف إلى 337 ألف برميل يومياً. وأحدث نجاح عملية فصل التوأم السيامي أولغا وداريا في المملكة عام 2004م، صدى واسعاً في جميع الأوساط البولندية، وكان لها أثرها البالغ في زيادة زخم العلاقات بين البلدين، وتعريف البولنديين بالوجه الإنساني الحقيقي للمملكة. وقدمت المملكة مساعدات إنسانية إلى جمهورية أوكرانيا وكذلك للاجئين الأوكرانيين في جمهورية بولندا بقيمة 410 ملايين دولار، شملت طائرات محملة بمواد إيوائية، ومولدات كهربائية، ومستلزمات طبية، نُقلت عبر حدود بولندا إلى داخل أوكرانيا.