أكد مختصون في الجغرافيا الطبيعية ل«عكاظ، أن الإنسان لا يستطيع التنبؤ بوقوع الزلزال، لكن دراسة السجل التاريخي لزلزال في أي منطقة يمكن معه حساب المعدل التكراري خلال فترة مستهدفة، ولا توجد تجارب علمية مؤكدة تربط بين سلوك الحيوانات وقرب حدوث الزلزال. وأضاف المختصون أن الزلازل تحدث نتيجة حركة «الصفائح التكتونية»، وهي الصفائح التي تحمل القارات والمياه كالصفيحة العربية والفارسية والأوروبية والهندية، أو بحرية كالتي تحمل المحيط الهندي على سبيل المثال، وتحت هذه الصفائح تقع طبقة من طبقات الأرض تسمى «الوشاح» تحدث فيها ظواهر فيزيائية نتيجتها تحرك تلك الصفائح إما بالتصادم بشكل أفقي أو عمودي واحدة فوق الأخرى أو التباعد فيحدث الزلزال، وهذا هو السبب الطبيعي لحدوثها ويعرفه علماء الزلازل والجيولوجيا، وأضاف المختصون أن بعض مناطق الخليج شهدت ارتدادات ولكنها ليس مركزاً للزلازل، كما أن بحارنا ليست بالعمق الذي يتكون معه تسونامي. قارات متحركة أستاذ الجغرافيا الطبيعية ونائب جمعية الطقس والمناخ الدكتور عبدالله المسند، أوضح أن الله خلق القارات دائمة الحراك، ولم تسكن منذ خُلقت عبر صفائح تكتونية سبع رئيسية، وبضع صفائح أخرى ثانوية، تحملها هي والبحار في كل الاتجاهات، فالزلازل قدرها الله تعالى في الأرض قبل الإنسان وبعد مجيئه لحكم عظيمة لمن تدبرها، والفوالق والصدوع في باطن الأرض هي النقاط والمواقع الجغرافية الحرجة، التي منها وبسببها تحدث الزلازل. والصدع هو كسر في القشرة الأرضية، وتسمح الصدوع للقشرة الأرضية بالتحرك ببطء عبر الزحف أو بشكل سريع عبر الزلزال، ويتراوح طول الصدوع من بضع مترات إلى آلاف الكيلومترات. هل يفعلها الإنسان؟ أشار المسند في حديثه ل«عكاظ»، إلى أنه من الممكن للإنسان أن يسبب الزلازل منها عندما يفجر قنبلة نووية تحت الأرض، أو ينشئ سدوداً ضخمة تشكل خلفها بحيرات عظيمة وثقيلة على قشرة أرضية فيها فوالق وتصدعات، فقد ينتج عنها زلازل مختلفة القوى. وأشارت الدراسات الصينية والأمريكية إلى أن زلزال الصين 2008؛ الذي خلف 80 ألف قتيل يُرجح أن سببه سد ضخم يحبس 315 مليون طن من المياه أقيم بموقع نشط زلزالياً. ومن الأسباب أن يقوم الإنسان باستخراج النفط أو استنزاف المياه الجوفية بكميات ضخمة، فقد ينتج عنها هزات خفيفة. ويكشف المسند، أن الإنسان لا يستطيع التنبؤ بوقوع الزلزال، ولكن دراسة السجل التاريخي لزلزال أي منطقة يمكن معه حساب المعدل التكراري خلال فترة مستهدفة، ويمكن القول -استئناساً- إن المنطقة الفلانية قد تشهد زلزالاً بقوة كذا، خلال فترة زمنية محددة كعقد أو عقدين أو أكثر، وهذا لا يعني تحديد الوقت أو القوة أو المكان بالضبط. وعليه.. لا يستطيع أحد التنبؤ بوقت، ومكان، وقوة، وشدة، وعمق الزلزال أياً ما كان. الطقس والزلازل يشير أستاذ الجغرافيا الطبيعية ونائب جمعية الطقس والمناخ الدكتور عبدالله المسند، إلى أنه حتى الآن لا توجد تجارب علمية مؤكدة تربط بين سلوك الحيوانات وقرب حدوث الزلزال، وحتى لو ثبت أنها تستشعر الهزات الأرضية قبل الإنسان أحسب أنها تسبقه ببضع ثوانٍ فقط، وهي فترة زمنية غير مفيدة للإنسان، أما قبل ذلك ببضع دقائق ونحوها فهذا من علم الغيب، وعن علاقة الطقس بالزلازل يقول: إنه لا توجد علاقة بينهما البتة. وحول العلاقة بين مواضع الكواكب واصطفافها مع كوكب الأرض والزلازل.. يجيب أنه لم يثبت علمياً ذلك حتى الآن، مضيفاً أن ما يقال حول مرور خط الكسوف الكلي للشمس على الأرض تتعرض قشرة الأرض المار فوقها لهزات أرضية خاصة الضعيفة منها، هي فرضية تحتاج إلى مزيد من البحث والتأمل. وعن الفرق بين الهزة الأرضية والزلزال، يفيد المسند، بأن الهزة الأرضية تكون أضعف من الزلزال، وعادة ما يكون مقدارها أقل من 3,5 درجة عندها نطلق عليه هزة أرضية، وأعلى من ذلك زلزالاً. حلقة النار أوضح المسند، بأن أعظم المناطق تكراراً للزلازل أرخبيل اليابان، جبال الإنديز الواقعة غرب أمريكاالجنوبية، وبوجه عام المحيط الهادئ وهو الأخطر والأعنف في زلازله؛ كونه بؤرة تصادم صفائح محيطية عظيمة، ونحو 81% من أكبر الزلازل في العالم تحدث في حزام الزلازل المحيط بالمحيط الهادئ في ما يسمى ب(الحزام الناري أو حلقة النار)، ويشمل المحيط الهادئ والجزر المحيطة به، والعلة في ذلك أن المنطقة تشهد جبالاً جديدة وأخاديد عميقة في المحيط الهادى. ويأتي في المرتبة الثانية بعد الحزام الناري منطقة ألبايد وتمتد من إندونيسيا وجبال هملايا إيران، تركيا، جنوب أوروبا وشمال الجزائر وتمثل نحو 17% من تكرار الزلازال. تنفيساً للأرض أستاذ الجغرافيا الطبيعية ونائب جمعية الطقس والمناخ الدكتور عبدالله المسند، أوضح أن جميع الظواهر الطبيعية التي تحدث في البيئة المحيطة، لها جانب إيجابي، وهذه من حكمة المولى عز وجل، ورحمة منه سبحانه بالعباد، فمثلاً الزلازل رغم الأضرار التي تحدث بسببها، إلا أنها تعتبر تنفيساً مستمراً للطاقة المختزنة في باطن الأرض، ولولا خروج بعض من هذه الطاقة على شكل زلازل وهزات؛ لانفجرت القشرة الأرضية وتهشمت؛ نتيجة وجود الطاقة المتجمعة والمتكدسة تحت ضغوط كبيرة، فالزلزال صمام يحرر الطاقة المتجمعة والمختزنة في القشرة الأرضية جراء الحركات المتنوعة للصفائح التكتونية، وبدفعات يقدرها الخالق كتنفيس لحالات الحراك الباطني للقشرة الأرضية. معتدل ونادر المسند قال: إنه بشكل عام يمكن القول بأن مستويات الزلازل توصف طبقاً للتالي: - معتدل (5 إلى 5,9) قد تتضرر بعض المباني الضعيفة دون القوية (يحدث نحو 800 زلزال سنوياً). - كبير (7 إلى 7,9) يسبب أضراراً كبيرة على مساحة كبيرة (يحدث نحو 18 زلزالاً سنوياً). - نادر (9 إلى 9,9) يسبب أضراراً كبيرة حتى آلاف الأميال (يحدث مرة كل 20 سنة تقريباً). - خارق 10 فأكثر يجعلها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً (لطفاً من الله لم يحدث حتى الآن). والزلزال لا يقتل الإنسان بسبب الرجات والاهتزاز، وإنما الذي يقتل نتائج الهزات من تسونامي، أو انهيار المباني، والجسور والانزلاقات الأرضية وغيرها. ويمكن القول إن زلزالاً بقوة 3,5 بالكاد نشعر به، 4,3 يحس بها المشاة، 4,8 توقظ بعض النائمين، 5,4 تترنح الأشجار وتسقط الأشياء، 6,1 تتصدع بعض الجدران، 6,9 تسقط بعض البيوت وتتشقق الأرض، 7,3 انهيارات وتتفتح الأرض، 8,1 تبقى المباني المقاومة فقط، 8,9 دمار شبه شامل. وأوضح المسند أن أقوى زلال كان 9,5 درجة بمقياس ريختر وحدث في 22 مايو 1960 في تشيلي، جنوبأمريكاالجنوبية، ونتج عن صدع طوله 1600 كلم تقريباً. هذه أخطرأشار المسند، إلى أنه من فضل الله ورحمته بعباده لا يمكن أن يحدث زلزال بقدر 10 درجات، لسبب بسيط أنه لا يوجد صدع (كسر في الصخور) بطول يمكن أن ينتج زلزالاً بقدر 10 درجات، والصخور لا تتحمل الحفاظ على الطاقة لدرجة أن تنتج زلزالاً بقوة 10 درجات، بل تتكسر وتتهشم قبل ذلك، وأقوى زلزال يمكن أن يقع تقدر قوته 9,6 درجات والله أعلم. والمقصود بعمق الزلزال المسافة ما بين سطح الأرض وبؤرة الزلزال، ولها ثلاثة أنواع: الزلازل الضحلة وتنشأ على عمق 70 كم فأقل، وهي الأخطر لقربها من سطح الأرض، الزلازل متوسطة العمق وتنشأ على عمق بين 70-300 كم، والنوع الثالث والأخير الزلازل العميقة وتنشأ على عمق 300-700 كم. وقاية وحماية- إذا كنت داخل المبنى حاول الاحتماء تحت طاولة أو كرسي. - إن استطعت الانتقال إلى الممرات في المبنى فهذا أفضل. - ابتعد عن النوافذ والأثاث القابل للسقوط. - لا تبقى في المطبخ، فهو الأخطر لاحتوائه على أغراض تتساقط. - لا تهرب من المبنى في حال اهتزاز الأرض بشدة، وترنح المبنى. - إذا كنت في الخارج مباشرة ابتعد عن المباني، وأعمدة الكهرباء، والجسور. - إذا كنت في السيارة توقف حالاً، وابقَ في السيارة، ولا تقف تحت الجسور. - بعد توقف الزلزال، مباشرة أغلق مصدر الغاز فقد يكون هناك تسرب. - لا تشعل النار في المبنى، أو تشعل الإنارة في المطبخ، فقد يكون هناك تسرب. - لا تتوقع رداً مبكراً من الطوارئ، بحكم انشغالهم بالآلاف من الاتصالات. - إن كنت سليماً، ابحث عن من يبحث عن مساعدة من العالقين أو المصابين. - لا تعود إلى المبنى، فقد يعاود الزلزال عبر زلازل ارتدادية متتالية. - إن كنت عالقاً بين الإنقاذ حافظ على طاقتك، ولا تتحرك، واستعن بالله. ارتدادات آمنةالباحث الفلكي سلمان آل رمضان، أوضح أن الزلازل تحدث نتيجة حركة الصفائح التكتونية؛ وهي الصفائح التي تحمل القارات والمياه كالصفيحة العربية والفارسية والأوروبية والهندية أو بحرية كالتي تحمل المحيط الهندي على سبيل المثال، وتحت هذه الصفائح تقع طبقة من طبقات الأرض تسمى الوشاح تحدث فيها ظواهر فيزيائية نتيجتها تحرك تلك الصفائح إما بالتصادم بشكل أفقي أو عمودي واحدة فوق الأخرى أو التباعد فيحدث الزلزال، وهذا هو السبب الطبيعي لحدوثها ويعرفه علماء الزلازل والجيولوجيا. وأشار آل رمضان ل«عكاظ»، إلى أن تخزين المياه أو استخراج النفط من الممكن أن يسبب انهيارات أرضية لا غير وليس بالمعنى العلمي للزلزال، وأما النشاط البشري، فالبشر لم يستطيعوا حفر سوى 10٪ من الطبقة الخارجية للأرض ولم يصلوا لأبعد من ذلك، وإنما عرفوا ذلك بالوسائل العلمية التي تسببها الموجات المسببة للزلازل، وبين آل رمضان، أنه لم يصل العلم لتوقع حدوث الزلازل لأن مسبباتها تقع على أعماق كبيرة ليس لنا صلة مباشرة بها وإنما تم استنتاجها لاحقاً وبعد حدوث الزلزال، وحتى ما يقال عن استشعار الحيوانات لها، فأقصى ما يحصل هو هروبها وليس توقعا. وأفاد آل رمضان، أن العلماء قاموا في مناطق الزلازل ببناء هياكل وحتى مدن تقام الكوارث الطبيعية ومنها الزلازل، وتقدر عددها سنويا بمتوسط 20000، يصل المدمر منها نحو 15 زلزالاً، وكثير من فواجعها نتيجة انهيار المباني، لذلك كان تصميم المباني القابلة للتأرجح وهناك أفكار متعددة أيضاً. ونحن -ولله الحمد- في منطقة بعيدة نسبياً عن مناطق الصدع بين الطبقات، وقد تشعر بعض مناطق الخليج بارتدادات ولكنها ليس مركزاً للزلازل، كما أن بحارنا ليست بالعمق الذي يتكون معه تسونامي. كود للبناء متحدث هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية طارق أبا الخيل أكد أخيراً لقناة «الإخبارية»، أن تطبيق كود البناء يقلل الأضرار الناجمة من الزلازل بشكل كبير، وأكد أن الكود مقاوم للزلازل، بمختلف قوته. وأضاف أبا الخيل، أن المباني التي يتم تشييدها بناء على الكود ستكون قادرة على مقاومة الهزات الأرضية بشكل كبير، وأشار العمري إلى أن تطبيق كود البناء مهم، ولابد من إيضاح إيجابيات كود البناء للمواطنين والتأكيد على أهميته. فرق متخصصة فرق فاعلة ومصنفة دولياً للتدخل، والإسناد داخل المملكة وخارجها لمواجهة حوادث انهيارات المباني والزلازل وتوجد قوة طوارئ في خمس مناطق في الرياض ومكة المكرمة والشرقية وعسير وتبوك، ويتمركز فريق البحث والإنقاذ السعودي الحاصل على التصنيف الدولي فئة (ثقيل) في الرياض، فالمبادرة تهدف إلى إحداث فرق بحث وإنقاذ فئة (متوسط) في المناطق الأربع الأخرى، وإضافة فروع لقوات الطوارئ في مناطق المملكة ذات الاحتياج مثل منطقة المدينةالمنورة ومنطقة جازان، واستحداث فرق متخصصة وذات تصنيف دولي في حوادث الانهيارات والزلازل. وكشف المختص في مجال التأمين محمد الكودي ل«عكاظ»، أنه يوجد لدى بعض شركات التأمين وثائق تأمينية تغطي الحرائق والأخطار المرافقة مثل الزلازل والعواصف، وبما أن دول الخليج العربية لم يحدث فيها تغيرات مناخية كبيرة سوى دولة سلطنة عمان قبل سنوات عندما تعرضت لعواصف وفيضانات تعرضت لها ولم تُحدث ولله الحمد أضراراً كبيرة، فالغالب لا يفكر بشكل جدي في هذا الأمر، ولكن بعدما حدث في سورية وتركيا ربما يكون هنالك تغير في نظرة المواطن بخصوص التأمين على المنازل على أقل تقدير.