لم تكن أهمية ليلة التاسع عشر من يناير محصورة على الوسط الرياضي فحسب، بل كانت استثنائية ومهمة لقطاعات السياحة والترفيه ولموسم الرياض بشكل عام، ما يشكل رافدا قويا للاقتصاد المحلي. اللقاء الذي جمع نجوم فريقي الهلال والنصر ونادي باريس سان جيرمان في العاصمة السعودية الرياض، كان محط أنظار العالم أجمع؛ في حضرة نجوم هذا العصر ليونيل ميسي، كريستيانو رونالدو، نيمار، وكيليان مبابي. وأوضح المستشار الاقتصادي الدكتور علي الحازمي ل«عكاظ» أن قيمة عقود اللاعبين خلال المباراة توازي ميزانيات دول بأكملها، لافتا إلى أن قيمة اللاعب ليست فقط بقيمته على أرض الملعب، بل أيضًا كقيمة اقتصادية وذلك من خلال الصورة الإيجابية التي يكرسها النجم للبلد المضيف وما يتبع ذلك من جذب اقتصادي واستثماري لكبريات الشركات في العالم. وزاد الدكتور الحازمي: وجود هؤلاء النجوم على أرض المملكة في مباراة أشبه ما تكون بنهائي أوروبي يعزز من تواجد الكرة السعودية على خارطة الرياضة عالمياً ويتوافق مع توجهات المملكة من حيث الأبعاد الاقتصادية والإستراتيجية والتسويقية للدوري السعودي كواحد من أفضل الدوريات العالمية، وزيادة عدد السياح من خلال الإعلانات الترويجية والتسويقية للقطاع السياحي والترفيهي، علاوة على ذلك دعاية للمشاريع العملاقة في المملكة كالقدية والدرعية ونيوم وآمالا. من جهته، قال المحلل الاقتصادى الدكتور عبدالله المغلوث، المهتم بالشأن الرياضي، إن التسويق صناعة يعتمد عليها في موسم الرياض في جذب الحضور من الداخل والخارج، وقال إن مباراة كأس موسم الرياض واستقطاب اللاعبين الدوليين يؤكد أن المملكة لديها قاعدة تسويقية في المجال الرياضي، يساندها إعلام أثبت احترافيته في استثمار مثل هذه الأحداث لإبراز صورة مشرقة للسعودية. وأكد المغلوث ل«عكاظ» أن أنظار العالم باتت موجهة نحو المملكة، وأصبح الكل يبحث عن شراء نقل الدوري السعودي، وشهدت هذه المباراة إقبالا كبيرا سواء في استاد الملك فهد الدولي بالرياض أو خلف الشاشات وبيعت التذاكر خلال ساعتين من طرحها، ولا شك أنها حققت مكاسب كثيرة اقتصادية واستثمارية، مشددا على أن كأس موسم الرياض استقطب زائرين وسواحا من كل دول العالم. وختم المغلوث أن هيئة الترفيه نجحت في تقديم المنتج والحدث الرياضي وذلك بمبادرات وتوجيهات المستشار تركي آل الشيخ، وهذا يدل على أنه يتميز بخبرة تسويقية ملفتة وجذابة وطرح مختلف يجذب أنظار العالم ويمتلك جميع المقومات التي تساهم بإنجاح جميع الفعاليات ؛ ما يحدث حراكا اقتصاديا في مبيعات التذاكر والسكن والطيران وزيارة المناطق السياحية والتعريف بها، ويخلق وظائف دائمة ومؤقتة، بجانب الحراك التنموي، وانتعاش قطاع المنتجات الرياضية.