ضربتان أوروبيتان موجعتان تلقاهما نظام الملالي خلال اليومين الماضيين، الأولى تمثلت في تأييد البرلمان الأوروبي مشروع قرار شامل يدعم المتظاهرين في إيران، ما يعني أن المظاهرات ضد نظام طهران باتت حالة عالمية مشرعنة في إطار الاحتجاجات الشعبية، أما الضربة الثانية فهي المموافقة على إدراج الحرس الثوري على لائحة الإرهاب الأوروبية، وبموجب ذلك ستكون هناك مطالبات أوروبية بفرض عقوبات على المسؤولين الإيرانيين الكبار وأفراد أسرهم، ومعاقبة الأجهزة الأمنية للملالي. هذا الموقف الأوروبي يشير إلى حالة التوتر في العلاقات الأوروبية الإيرانية، خصوصا في أعقاب الفشل في التوصل إلى اتفاق نووي، وفي الوقت ذلك يعكس حجم الغضب الأوروبي من المشاركة الإيرانية في الحرب الروسية في أوكرانيا بعد أن كشفت تقارير إعلامية أن مشاركة إيران في الحرب الأوكرانية باتت أمرا واقعا من خلال استخدام الطائرات الإيرانية المسيرة. واليوم، كشف متحدث الخارجية الألمانية عزم برلين فرض مزيد من العقوبات على أعضاء الحرس الثوري خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المقرر (الإثنين) القادم، وبذلك يزداد الطوق الأوروبي على النظام الإيراني من الداخل والخارج. في المقابل، أفادت وسائل إعلام سورية معارضة بأن ثلاثة مسيرات استهدفت القاعدة الأمريكية في قاعدة التنف على الحدود السورية العراقية، دون ورود أنباء عن خسائر بشرية، ولعل هذا الرد الإيراني السريع على القاعدة الأمريكية في سورية لن يكون الرد الأخير في سياق الضربات المتبادلة بين إيران والغرب، وربما تذهب إلى أبعد منذ لك من خلال أدواتها الإرهابية في أوروبا وفي الدول الإقليمية مثل لبنان وسورية والعراق واليمن، وهذا ما ينذر بمواجهة إيرانية غربية كبيرة. وعلى ما يبدو أن المواقف الأوروبية الواقعية ضد إيران ستزيد المواجهة في الفترة القادمة، خصوصا أن مسار المفاوضات النووية تعطل في الآونة الأخيرة بسبب المماطلات الإيرانية وعدم الالتزام بمطالب منظمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأمر الذي يقود إلى مواجهة إيرانية غربية مفتوحة في العام 2023، وبالطبع ستذهب الأمور إلى مزيد من التصعيد السياسي والأمني وربما تستمر إيران في التصعيد الإرهابي ضد الدول الغربية من خلال أذرعها المنتشرة وبطبيعة الحال تهديد القواعد الأمريكية في سورية.