نحن الآن ننعم ببيئة آمنة فكرياً؛ في ظلِّ رؤية مباركة وحسّ اجتماعي ووعي فردي، لا ينطلي عليه التباكي على الدِّين، ولا ينخدع بعبارات رنانة عن غربة المسلمين، وغيرها من الجُمل والعبارات التي كانت في يوم من الأيام قنابل موقوتة! في حقبة التحولات الوطنية، وفي خضم ترجيح كفة الاعتدال، واستعادة الوطن، وقمع الحزبيين والتنظيمات؛ بدأ البعض يعدّ العدّة ويعمل بطريقة احتيالية كالعادة، خصوصاً ممن اختفوا عن الساحة لسنوات، فعادوا إليها بلبوس مكشوف لا يخفى على من عاشرهم وعلم أسرارهم وخفاياهم واكتشف أنهم كذبة محتالون! فتح البعض حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، واشتروا متابعين وهميين كما هو دارج! وخرجوا علينا في «اليوتيوب» و«الواتساب» بابتسامات صفراء، وخطابات مستفزة للمشاعر ومستثيرة لحفيظة المواطنين ضد الوطن! فما بين مقاطع «الواتساب» إلى بثوث مباشرة في «تيك توك»، مروراً بمساحات «تويتر» وقنوات «يوتيوب»؛ تتنوع منابر الصحويين البديلة، ولديهم خزائن تدفع المال لتكثر المشاهدات وتتواصى بنشر ما يصلكم احتساباً للأجر! أبطال المنابر البديلة هم أساتذة ودعاة فتنة وتفرقة أو تلاميذهم ومريدوهم، ممن هم داخل الوطن أو من الفارين للخارج بحثاً عن فضاء يعرّي ضحالة وحماقة المتعلقين بالطرح التآمري والخوارجي. من السهل عليك فضح معتلي منابر التواصل بالرجوع إلى فيديوهات ليست بعيدة عهد عن هذه الفترة واستخراج مقاطعهم ونشرها، وهذا لا يكفي، بل لا بد من التنبّه لهم وتحذير المجتمع منهم وكشف مخططاتهم بكل حزم وبصيرة، وقطع دابر من يظهر لنا بمقطع في دقائق ليشرح لنا أسلوب التعامل مع الحياة مغلّفاً بحب الوطن، وعندما ترجع لماضيه تجده يحمل فكر دعاة فتنة، وهم يشيدون به وبفكره ويعدونه بمستقبل مشرق! ربما كان الخطر في أن المتلقّي من فئة الشباب لا يعرفون تاريخهم الأسود، فيسهل خداعهم بهذه المقاطع، مما يوجب على محاضن التربية والتعليم التحصين بخطاب وطني شامل لاجتثاث كل أطروحات خلخلة أمن وتماسك مجتمعنا. ونحن في زمن التقنية، وليس متعذراً أن يتنبّه المجتمع لما يُعلنون من شرّ، وما تُخفي صدورهم أكبر!