هذا المقال ليس الأول، ولن يكون الأخير عن خطورة المخدرات في هدم أركان الأسرة وتشتيت أفرادها، ولعل الإحصاءات كشفت لنا نسباً مفزعة عن أشهر عوامل الخطورة الأسرية التي تدفع الأبناء لتعاطي المخدرات، التي يمثل التوبيخ 40% منها، و32% يرجع للعنف الأسري المتمثل بالضرب، و29% للتسلط، و25% تعامل قاسٍ من قبل الأب، وفقاً لدراسات المديرية العامة لمكافحة المخدرات التي تقوم بجهود جبارة للحد من انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية بين أفراد المجتمع، تساندها بقية الأجهزة الحكومية مثل وزارتي الصحة والتعليم لتكوين وعي صحي واجتماعي وثقافي وقائي رافض لتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية.لذلك، فإن عليك عزيزي الأب وعزيزتي الأم مسؤولية مباشرة لإعداد أبنائكم، من خلال اتباع 10 نصائح لوقاية فلذات أكبادكم من هذا السم القاتل، وتشمل: تعزيز المهارات الحياتية لأبنائكم، ليتمكنوا من خلالها في تحمل المسؤولية بشكل أكبر، وإعدادهم للحياة في سن مبكرة من مرحلة النشء، فهي مرحلة غرس القيم والمبادئ والعادات السليمة وتعزيز السمات الشخصية، وغرس الانتماء في أنفسهم إلى مجتمعهم ووطنهم، باحترام القوانين والأنظمة، والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة، وتعويدهم على السلوكيات الغذائية السليمة، بتمييز الطعام الصحي عن الضار، وتعزيز الفهم والإدراك للمكونات والعناصر وتأثيرها في صحتهم العقلية والبدنية، وتشجيعهم على التفكير والبحث عن الأسباب والاستدلال والإجابة عن تساؤلاتهم التي يطرحونها، والتفكر في ما حولهم من الأشياء، وتنمية ثقتهم بأنفسهم بغرس العادات السليمة وقيم المجتمع المرغوب فيها، كالشجاعة والكرم، والصدق والوفاء بالوعد، وتحمل المسؤولية، وتعليمهم محبة المولى عز وجل والتعلق به، وقيمة المحافظة على الصلاة وبر الوالدين والإحسان إلى الفقراء واحترام الكبير والمعلم، ليكونوا معها في مأمن من الانحراف والسلوكيات السلبية، وأن يتعلموا أن متغيرات الحياة تتجدد وترتبط بكثير من العوامل التي تؤثر فيها، ومعها تتجدد أساليب التربية وطرق وقاية الأبناء ومراقبتهم والعناية بهم، وإعطاؤهم الفرصة الكافية لكي يتخذوا القرارات الخاصة بهم منذ مرحلة الطفولة ومواجهة نتائجها واكتساب الخبرة والتجربة.